الثورة – لينا شلهوب:
بدأ طلاب شهادة التعليم الثانوي– الفرع العلمي– صباح اليوم امتحاناتهم مع أول مادة مدرجة في جدول الامتحانات، وهي الفيزياء، التي تُعدّ إلى جانب الرياضيات من أصعب المواد الدراسية في هذه المرحلة، نظراً لطبيعتها العلمية، وتنوّع مهارات التفكير المطلوبة فيها.
ورغم أجواء التوتر المعتادة في اليوم الأول، سادت حالة من التركيز والحذر بين الطلبة أثناء دخولهم القاعات، مدركين أن الفيزياء تمثّل عقبة حقيقية للعديد منهم، بينما يراها آخرون فرصة لتحصيل علامات مرتفعة إذا أُحسن التعامل معها.
طبيعتها وأهميتها
تُعد الفيزياء من المواد المحورية في المنهاج العلمي، إذ تفتح الطريق لفهم العديد من التخصصات الجامعية كالطب، والهندسة، والعلوم التطبيقية، وتتميز بمزجها بين الجانب النظري والتطبيقي، ما يفرض على الطالب امتلاك مهارات تحليل وربط واستنتاج، حيث يرى المدرّس سامي ع، أستاذ في الفيزياء، أن المادة لا تختبر الحفظ فقط، بل تقيس قدرة الطالب على التفكير المنطقي وفهم الظواهر، وهي بذلك تلعب دوراُ تربوياً مهماً في بناء العقل العلمي.
تباين في التقييم
تفاوتت آراء الطلاب بعد خروجهم من الامتحان حول مستوى الأسئلة، تالا طالبة من مدرسة المتفوقين، وصفت الأسئلة بأنها متوسطة الصعوبة، مع بعض الأفكار الجديدة التي تحتاج إلى تركيز، وأضافت: الوقت كان كافياً نوعاً ما، لكن هناك أسئلة أخذت مني وقتاً أطول.
في المقابل، أشار كريم، طالب من إحدى مدارس الريف، إلى أن الأسئلة كانت طويلة وفيها أفكار غير مباشرة، التركيز كان على الفهم العميق وليس التكرار، مشيراً إلى أن من لم يدرس بجد، وجد صعوبة بالنموذج الامتحاني.
وذكر نضال أنه عندما رأى أن الأسئلة وصل عددها إلى أربعين سؤالاً وقف مذهولاً وانتابه التوتر، وعندما بدأ بالحل، كان هناك أسئلة تجعل الطالب مشتتاً، وأخرى متوسطة.
توازن في الأسئلة
أفاد عدد من المراقبين من مراكز بريف دمشق، أن سير الامتحانات جرى بانضباط عالٍ، وسط حضور للمراقبين والتشديد على الالتزام بالتعليمات، وأوضح الأستاذ نزار. ك مراقب تربوي، أن الأسئلة هذا العام راعت المستويات المختلفة للطلبة، مع وجود أسئلة تتطلب التفكير وأخرى مباشرة، ما يحقق مبدأ العدالة والتمايز في التقييم.
كما أكد بعض المدرّسين الذين اطلعوا على نموذج الأسئلة أن الورقة الامتحانية شملت معظم وحدات الكتاب، وجاءت منطقية في التدرّج بين السهل والمتوسط، مع سؤال أو اثنين لقياس قدرات الطلاب المتميزين.
التحدي مستمر
مع انتهاء امتحان الفيزياء، يبقى التحدي مستمراً لطلاب الفرع العلمي، الذين يتطلعون إلى عبور هذه المرحلة المفصلية بنجاح، ورغم صعوبة بعض الأسئلة، فإن أجواء الارتياح الحذر بدت واضحة بين معظم الطلبة، في انتظار ما ستحمله الأيام القادمة من اختبارات، وعلى رأسها الرياضيات.