رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية للثورة: حرب تشرين التحريرية شعلة مستمرة في ملاحم الانتصار على الإرهاب

الثورة أون لاين – حوار ميساء الجردي:

تأتي ذكرى حرب تشرين التحريرية، وتحمل معها رائحة البطولة والكرامة وهي التي أسقطت الأوهام والمؤامرات فكانت نقطة تحول تاريخية مضيئة في حياة الأمة العربية ككل، بفضل ما أحرزه أبطال الجيش العربي السوري من ملاحم البطولة والعزة، ومع الذكرى السابعة والأربعين لحرب تشرين تتجدد قصص البطولة في معارك الانتصار على الإرهاب وداعميه لتروي حكايات الصمود والشرف في سبيل الحفاظ على سيادة الوطن بعد أكثر من تسع سنوات من الحرب الظالمة.
عن هذه المناسبة العظيمة والغالية رسم الحوار مع السيد العميد الركن غالب جازية رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية سطوراً مضيئة عن صناعة نصر أحرزه رجال الجيش العربي السوري على الكيان الصهيوني الغاشم، وما زلوا يصنعونه كل يوم ضد الأعداء بعقيدة الشهادة أو النصر.
* كانت حرب تشرين التحريرية أهم محطة في الصراع العربي الصهيوني برأيكم سيادة العميد كيف نقرأ اليوم أهميتها ومفصليتها في هذا الصراع المستمر؟.
بدايةً أنحني إجلالاً وإكباراً لأرواح شهدائنا الأبرار الذين استعذبوا الموت ليحيى الوطن، وأحيي جرحانا البواسل تحيةً تليق بدمائهم الذكية وأرواحهم السامقة، كما أتوجه بأطيب التحيات والتقدير إلى رفاقي في الجيش والقوات المسلحة الذين يحمون الحمى ويصونون العرين.
تعدُّ حرب تشرين التحريرية التي خاضتها سورية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد في السادس من تشرين الأول عام 1973م أهم حدث عربي في النصف الثاني من القرن الماضي, حيث كانت هذه الحرب بمثابة الإنجاز الاستراتيجي العربي الأول في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية والمعنوية، خاصة أنها جاءت بعد سلسلة من الإخفاقات العسكرية في مواجهة العدو.
لقد شكلت حرب تشرين التحريرية وبكل المقاييس مأثرةً عربيةً خالدةً لم يزدها مرور السنوات إلا ألقاً, فهي الصفحة المشرقة فـي تاريخ العرب الحديث، إذ لم تكن حدثاً عابراً بل نقطة انعطاف وتحولاً نوعياً فـي الصراع العربي ـ الصهيوني، استطاع العرب من خلالها أن يحققوا جملة من الإنجازات التي تعد فـي عالم السياسة والحرب أوسع خطوة وأوثق تحرك استطاع العرب القيام به فـي تاريخهم المعاصر.
كانت حرب تشرين التحريرية الحرب الأولى في تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني من حيث القرار والتخطيط والإعداد، وكانت المنعطف الكبير في الحياة القومية، ونتائجها لا تقاس بالنجاحات الجغرافية والعسكرية والمكاسب السياسية والمعنوية التي حققتها فقط, بل بما أحدثته من تحولات كبرى في حياة أمتنا العربية، يأتي في مقدمتها كسر جدار اليأس الذي كان قائماً بعد نكسة حزيران 1967م, وإحياء الأمل في النفوس، واستعادة الكرامة التي كادت أن تستباح ويبقى الأهم هو الانتصار السياسي والمعنوي لحرب تشرين التحريرية التي لخصها القائد المؤسس حافظ الأسد حين قال: (لم نحرر الأرض ولكننا حررنا ما هو الأساس وما لا بد من تحريره أولاً، حررنا إرادتنا من كل قيد، حررنا إرادتنا في القتال من أجل حياة شريفة وكريمة، وحررنا نفوسنا من الخوف والتردد واللامبالاة وحررنا نفوسنا من عقد الذنب والقصور).


لقد أسست حرب تشرين التحريرية لمفاهيم جديدة, وأرست معادلات لم تكن موجودة ورسخت حقائق موضوعية, منها: قدرة المواطن العربي على الصمود حين تتوافر له قيادة سياسية تحسن توظيف قدراته بشكل جيد، والثقة بالنفس والأمل بالمستقبل والحرص على الكرامة، وتأكيد أن هذه القيم متأصلة في النفوس العربية.
ولا شك أن روح حرب تشرين ستبقى شعلة متقدة تنير لنا الطريق وتذكي روح المقاومة العربية في كل مكان.
* تواصل قواتنا المسلحة منذ ما يزيد على تسع سنوات السير على طريق تشرين التحريرية ماذا يمكن أن نتحدث عن هذا الدور الذي تواصله قواتنا المسلحة؟.
مما لا شك فيه أن سورية ومنذ ما يزيد على تسع سنوات تتعرض لعدوان كبير من حيث القوى الاستعمارية المشاركة, ومن حيث الإمكانيات التي تم تسخيرها لهذا العدوان، يضاف إلى ذلك أنها حرب مخططة ومدروسة بشكل مسبق, وهذا يعني أن مواجهتها وخاصة على الصعيد العسكري احتاجت إلى جملة من الإبداعات العسكرية والأمنية والمعنوية، فعندما تفرض عليك حرب مخططة عسكرياً وأمنياً وإعلامياً هذا يعني أنك لا تملك الوقت الكافي للتخطيط المقابل، بمعنى أنه يجب عليك أن تكون قد أنهيت استعداداتك التخطيطية والتدريبية، العملياتية واللوجستية بشكل مسبق وافتراضي.
وفي كل الأحوال إذا انتقلنا من الرؤية النظرية إلى الواقع العملي, نلاحظ أن الجيش العربي السوري نجح في المواجهة, واستطاع خلال وقت قصير امتلاك زمام المبادرة في توجيه الضربات المتلاحقة للعصابات الإرهابية, على الرغم من أن أجهزة استخبارات الدول المعادية لسورية قدّمت لهذه العصابات كل المعلومات المطلوبة عن أماكن توضع الوحدات العسكرية وعن طبيعة مهامها القتالية، يضاف إلى ذلك أنه تم تزويدها بكل الإمكانيات المتطورة من أجهزة اتصالات وأسلحة ذات طبيعة خاصة لا سيما القناصات الحديثة جداً، كل ذلك فرض على الجيش العربي السوري خوض حرب من طبيعة خاصة, من حيث شكل الأعمال القتالية تكتيكياً وعملياتياً.
وقد أثبتت قواتنا المسلحة الباسلة أنها على قدر المسؤولية والمهام الملقاة على عاتقها في تنفيذ واجباتها الدستورية والوطنية, حيث كان لها الدور الأساسي في إفشال المخطط الصهيو ـ أميركي الهادف إلى السيطرة على منطقتنا العربية وإعادة تقسيمها وفق أسس عرقية وطائفية.
وإن نجاح قواتنا المسلحة لم يكن لولا بناؤها العقائدي والوطني وتلاحمها مع الشعب الذي تجسّدت وحدته الوطنية من خلال تماسك الجيش العربي السوري الذي سيترك أثره في ما ستقوم به مراكز الأبحاث في المستقبل من دراسة لتجربة هذا الجيش في القتال وخوض أعتى أشكال الحروب.
* كيف استطاع المقاتل العربي السوري مواجهة الآلة الإعلامية والعسكرية لدول العدوان على سورية؟.
أشرنا في حديثنا عن دور قواتنا المسلحة إلى الحالة الإبداعية التي امتلكها الجيش العربي السوري في هذه المواجهة, وبالتأكيد فإن هذا الإبداع كان على جميع مستويات العمل العسكرية في القيادات وفي الوحدات, أي على مستوى التخطيط الاستراتيجي والعملياتي وكذلك على مستوى التطبيق الميداني, ففي الميدان ظهرت تلك الإمكانيات النوعية للمقاتل العربي السوري من حيث الجاهزية القتالية والمعنوية، فقد استطاع المقاتل العربي السوري أن ينفذ مهامه القتالية بأعلى صور المعرفة العسكرية للسلاح وتكتيك المعركة, ولا سيما الحرب في مواجهة العصابات أو ما يسمى (حرب العصابات) والتي نادراً ما تتدرب عليها الجيوش النظامية، لأن طبيعة تدريب هذه الجيوش تفترض ـ وهذا طبيعي ـ خوض الصراع مع جيش نظامي بعد دراسة إمكاناته التسليحية والتدريبية والمعنوية، كما أثبت المقاتل العربي السوري أنه يتمتع بصفاتٍ معنويةٍ عاليةٍ لا سيما إرادة القتال، رباطة الجأش، المبادأة والمبادرة، النزعة الهجومية، القدرة على التحمل، القدرة على التركيز، وغيرها من صفات معنوية ونفسية عالية.
أما في إطار مواجهة الحرب النفسية المعادية والتي تم تنفيذها عبر وسائل الإعلام المعادي والمأجور، فقد أثبت المقاتل العربي السوري أنه على درجة عالية من الوعي السياسي, مكنته في النهاية من مواجهة هذه الحرب الإعلامية النفسية والدعائية.
وفي المجمل نستطيع القول إن المقاتل العربي السوري أثبت أنه مقاتل شجاع واعٍ, ومدرك لمهمته العسكرية ولواجباته الوطنية, وهو ما أعطى القدرة للجيش العربي السوري على مواجهة هذه الحرب العدوانية وتحقيق النصر.
* كلمة أخيرة ماذا تقولون بذكرى هذه المناسبة العظيمة؟.
أتوجه بمناسبة هذه الذكرى العظيمة إلى رفاقي في الجيش والقوات المسلحة المنتشرين في كل بقعةٍ من بقاع سورية الحبيبة لأقول لهم: بوركت جباهكم العالية التي تطلع منها شمس العزة وأقمار الكرامة… إن وطناً أنتم رجاله لن ينهزم… إن وطناً أنتم عدته لن ينكسر، كما نعاهد شعبنا العظيم أن تبقى روح حرب تشرين التحريرية شعلة متقدة تنير لنا الطريق وتذكي فينا روح المقاومة, واضعين نصب أعيننا قول السيد الرئيس الفريق بشار الأسد: (أبناء الرجال الذين صنعوا تشرين التحرير يعرفون كيف يشقون الطريق إلى تشرين جديد، وستبقى سورية رغم أنوف أعدائها رمزاً للمحبة والسلام والأمن والأمان والاستقرار الذي يحافظ على هيبة الدولة وكرامة الوطن).

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها