مدير بانوراما حرب تشرين للثورة.. صرح شامخ يجسد ذاكرة الانتصار ويخلد بطولات الجيش العربي السوري

الثورة أون لاين – حوار لميس عودة:

للمكان جلال وقداسة التضحيات الخالدة في الوجدان والأفئدة، لأبطال جيشنا وقواتنا المسلحة الباسلة والتي صنعت نصراً كبيراً على كيان الإرهاب الصهيوني في تشرين 1973 بعد أن رصفت طريق التحرير ببطولات شهداء غدوا منارة أيامنا، وبوصلة انتصاراتنا، ومداد حروفنا، وشدت وثاق عزيمتنا وتصميمنا بيقين حتمية استكمال الانجاز لاسترداد السليب من أراضينا ودحر كل الغزاة والمحتلين عن ترابنا الوطني.
سمو وألق الذكرى وعبق المجد تشعر بها ما إن تطأ قدماك عتابات بانوراما تشرين، ففي هذا الصرح الخالد كخلود الانتصار في تشرين التحرير، تحتضن الذكرى المشرفة التي ينعكس وهجها الذي لم يخفت ولم يخبو بريقه على أمجاد الحاضر، التي يصوغ ملاحم النصر فيها أبناء وأحفاد من صنعوا أمجاد تشرين من أشاوس جيشنا الباسل، ففي رحاب صرحها الخالد ننتشي بعطر البطولة، ومن شواهدها العظيمة نستلهم مسيرة العزة السورية المستكملة.
قالتها رئيسة وزراء العدو حينها غولدا مائير في اعترافاتها ومذكراتها عن مشاهد حرب تشرين: “أخطأت حساباتنا وفشلت استخباراتنا .. نتائج الحرب كارثية لنا، وكابوسها لازمني وسيلازمني”.
هذا الكابوس ما زال يثير الفزع لدى الصهاينة وإلا لما كانت الحرب الإرهابية على سورية لإزاحة شبح الانتصار في تشرين التحرير عن ذاكرتهم، لكن النصر السوري والانجاز المتجدد اليوم سيبقى يثير هلع الكيان الصهيوني ويؤرق متزعميه العسكريين والسياسيين.
ولتسليط الضوء على الذكرى المشرفة كان لصحيفة الثورة لقاء خاص مع السيد العميد الركن علي ميهوب مدير بانوراما حرب تشرين التحريرية الذي أكد أن الانتصار في تشرين التحرير هو انتصار للمقاتل والإنسان العربي بامتلاك زمام المبادرة والإرادة، فإعلان حرب تشرين التحرير في ذكرى ميلاد القائد الخالد المؤسس صانع أمجاد سورية ومؤسس انتصاراتها الذي يوافق في السادس من تشرين الأول عام 1930 يؤكد أن العظماء يصنعون مجد بلادهم بميلادهم.
وأوضح العميد ميهوب أن حرب تشرين التحريرية أحدثت منعطفاً هاماً وبارزاً ومفصلياً في تاريخ العرب الحديث، وشكلت نقطة ارتكاز لكافة حركات المقاومة والنضال ضد الهجمات الصهيو أميركية، منوهاً بأن الحرب الإرهابية الشرسة التي تتعرض لها الدولة السورية وجيشها وشعبها تأتي رداً عقيماً من العدو الصهيوني على هزائمه في حرب تشرين، لافتاً إلى أن هذه الحرب تخوضها سورية نيابة عن العالم أجمع ضد الإرهاب التكفيري.


ولفت العميد ميهوب إلى أن المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري على امتداد مساحة الجغرافيا السورية ويحقق الانتصارات فيها هي استمرار لحرب تشرين، مضيفاً أن الهدف من الحرب الإرهابية هو استهداف الجيوش المقاومة في المنطقة التي تقف طوداً شامخاً وسداً منيعاً في وجه المخططات الصهيو- أميركية والمشاريع الاستعمارية وفي مقدمتها جيش الجمهورية العربية السورية وقواتها المسلحة الباسلة.
وأضاف إن حرب تشرين التحريرية كرست نهج المقاومة وكيفية اجتراح النصر من رحم الصعوبات، مشيراً إلى أن الدروس المستقاة منها يستلهمها جيشنا البطل في صناعة انتصارات الحاضر واستشراف الرؤى لتحرير كل شبر من التراب الوطني، مشدداً على أن الانتصارات التي حققها ويحققها جيشنا المقدام على اتساع رقعة الوطن هي استمرار لانجازات حرب تشرين التي قادها ووضع خرائط النصر فيها القائد المؤسس حافظ الأسد، وتستمر هذه الانجازات الأسطورية بإعجاز وتفوق في صناعة الانتصارات بقيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد، مؤكداً أن الجيش العربي السوري أبهر العالم بصموده الأسطوري على مدى أكثر من تسع سنوات في قتاله ضد المجموعات الإرهابية التي تنفذ أوامر العدو الصهيو- أميركي، وشدد على أن النصر المؤزر والحاسم قاب قوسين وأدنى، والحرب التي تخوضها سورية ضد الإرهاب في دقائقها الأخيرة مهما اشتدت عواصف الإرهاب والاستهداف العدواني العسكري والاقتصادي.
وعن الهجمات الإرهابية التي نفذها إرهابيو الكيان الصهيوني وأدواته لاستهداف هذا الصرح التاريخي العظيم، أوضح العميد ميهوب انه انطلاقاً من كون البانوراما التاريخية تخلد بطولات الجيش العربي السوري وتوثق لهزائم العدو الصهيوني كان الاستهداف ممنهجاً ومتعمداً ومتكرراً، حيث دأب الإرهابيون على شن هجماتهم لاستهدافها بقذائف حقدهم وإرهابهم كمحاولة يائسة منهم لطمس دلائل وبينات حقيقة هزيمة العدو الصهيوني الموجعة، ولإزالة ومسح هذا الإرث التاريخي ومعاني الانتصار الموثقة من الذاكرة والوجدان العربي، مضيفاً أن كل محاولات الإرهابيين لتحقيق أهدافهم هذه باءت بالفشل الذريع نتيجة الصمود الأسطوري لجيشنا البطل الذي كان لهم بالمرصاد، حيث كانت أشد المعارك وأشرسها عند أسوار هذا المعلم التاريخي الحضاري، واستبسل جنود الجيش العربي السوري بالذود عنه حفاظاً وصوناً لذاكرة الوطن وبطولات جنوده الأباة، فحققوا النصر ودحروا المجموعات الإرهابية المسلحة، وبقي هذا الصرح التشريني الشاهد الشامخ على هزائم العدو الصهيوني المتجددة.
وفي شرحه عن المغزى من إنشاء بانوراما حرب تشرين كصرح تاريخي يجسد أهم المعارك مع العدو الصهيوني ويوثق لبطولات الجندي العربي السوري، أكد العميد ميهوب أن هذا البناء هو غلاف معماري فريد لمشهد تصويري يحاكي حرب تشرين، و يجسد صوراً حية عن المعارك البطولية التي جرت في السادس من تشرين الأول عام 1973 والسابع منه بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، موضحاً أن فكرة إنشاء البانوراما جاءت من ضرورة تكريس الانجاز الكبير كنموذج وطني لتربية جيل مؤمن بعدالة قضيته، قادر على العطاء من دون حدود عبر التواصل مع بطولات آبائه وأجداده على مر التاريخ، ومن أجل ذلك كان لا بد من إقامة صرح يجسد هذه القيم، فكانت بانوراما تشرين التحريرية لتوثيق الحدث التاريخي المنجز، ولتؤرخ لأهم محطات النضال المضيئة في صفحات المجد السوري، وتوثق لأكبر هزائم العدو الصهيوني، مشيراً إلى أنها ترسخ أهمية مقاومة الاحتلال والمعتدين في ذاكرة الأجيال القادمة لإحراز النصر وتحرير الأراضي المحتلة، موضحاً أنها في كل لوحاتها ومجسماتها تروي قصة البطولات لجنود جيشنا الباسل، وتعكس تفاصيل المعارك التي خاضوها في تشرين التحرير وصنعوا انتصارات مشرفة.
جولة في رحاب الصرح التشريني..
وفي جولة لنا في البانوراما التاريخية برفقة السيد العميد ميهوب شرح لنا عن كل اللوحات والمجسمات التي شاهدناه والتي تجسد المعارك والبطولات، إضافة إلى الدلالات الأخرى التي تحملها باقي اللوحات والتفاصيل المهمة التي تتضمنها، والتي تسرد قصة الأمجاد السورية على مر التاريخ.
وتقع هذه البانوراما الرائعة عند المدخل الشرقي لمدينة دمشق وسط حديقة غناء كبيرة تبلغ مساحتها 62700 متر مربع، يتوسطها تمثال برونزي للقائد المؤسس حافظ الأسد وهو يقود حرب تشرين التحريرية، ومن خلفه غلاف معماري لمشهد تصويري يجسد صورة حية عن المعارك البطولية التي جرت في 6 تشرين الأول عام 1973والسابع منه.‌‏
التجول في ربوع البانوراما يبعث كل مشاعر الاعتزاز والفخر التي ترسلها لنا تلك اللوحات والمواقع المصورة، حيث يقف الزائر بداية أمام لوحتين من الحفر النافر على الحجر إحداهما على الجدار الأمامي الأيسر تمثل الشهادة في معركة ميسلون وبطلها يوسف العظمة، والثاني على الجدار الأمامي الأيمن تمثل البناء والعمل وجميع انجازات سورية الحديثة.‌‏
وضمن هذا الصرح المعماري الفريد يتجول الزائر بين جناحين جانبيين وعلى طرفيه أدراج توصل الزائر إلى الجناحين ثم إلى منصة العرض البانورامي في الطابق العلوي.. والتي من خلالها يشاهد الحرب بأدق تفاصيلها، من جنود وأسلحة وبيوت ودبابات وطائرات, ويشاهد مدينة القنيطرة قبل أن يدمرها العدو بالكامل، بالإضافة إلى ساحتين لعرض الأسلحة، مساحة كل منهما حوالى 1760 متراً مربعاً, في الساحة الأولى تشخص بعض النماذج من الأسلحة والعتاد السوري التي استخدمت في حرب تشرين, وفي الساحة الثانية نماذج الأسلحة والعتاد التي استخدمها العدو الصهيوني والتي تم الحصول عليها كغنائم حرب خلال تلك المعارك القتالية المشرفة.‌‏
والبانوراما تحمل في أروقتها وبين جناحيها تاريخ الشعب السوري الأبي, فعندما ندخل إلى البهو الكبير نلحظ أن جدرانه مكسوة بمداميك من الحجارة المتناوبة الألوان وهي تعكس بوضوح عراقة العمارة العربية السورية وأصالتها، حيث فرشت أرضه بزخارف رخامية مستوحاة من التراث العربي, وهناك تتصدر الجدار الجبهي لوحة زيتية كبيرة تمثل القائد المؤسس حافظ الأسد في الميدان, وهو يقوم بإسناد المهام لكبار قادة الجيش وأركانه الذين شاركوا في حرب تشرين التحريرية.‌‏
وهناك أيضاً على اليسار لوحتان زيتيتان, الأولى تمثل توحيد البلاد عندما وقع ملك ايبلا أول معاهدة سلام في التاريخ في الألف الثالث ق.م وذلك بعد معركة ايبلا.‌‏
وفي اللوحة الثانية تبدو ملكة تدمر (زنوبيا) وهي تخطب في مجلس الشيوخ وإلى جانبها ولدها (وهب اللات) والقائد (زبداي) وهي صورة عن المرأة السورية الملكة التي تطمح لتحرير وتوحيد البلاد, وأخيراً نكون أمام القائد صلاح الدين الأيوبي على حصانه وبين أعوانه يستقبل ملوك الفرنجة الذين قهرهم في موقعة حطين سنة 1187م ضمن لوحة جدارية معبرة عن هذا المشهد التاريخي، وخلفه قبة الصخرة المحررة والتي لا تزال وستبقى رمزاً لعروبة القدس وفلسطين.‌‏
مرصد منعة الوطن في جبل الشيخ..
وبعد التجوال في البهو تابعنا الصعود إلى الجناح الشرقي حيث “ديو راما” تحرير مرصد جبل الشيخ، ويمكن للزائر أن يعيش صورة الموقف القتالي المشرف لأبطالنا الذين اقتحموا هذا المرصد المنيع والخطير في خطة محكمة أذهلت العدو، وكل ذلك من خلال المزج الفني بين طبيعة الأرض واللوحة الفنية المضاءة كامتداد لتلك الطبيعة، ‌حيث ترافق تلك المشاهد مؤثرات صوتية وشروح عن المعركة مع الموسيقا، وفي أسفل اللوحة مجال مليء بالشواهد والمجسمات العينية التي توحي بواقعية المشهد ومصداقيته.‌‏

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف