الثورة أون لاين – رامز محفوظ:
خطوة غير محسوبة العواقب والنتائج اتخذتها بولندا تماشياً مع رغبة الأميركي الذي يبحث بكافة السبل والوسائل ويمارس كافة أنواع الضغوط على حلفائه الأوروبيين للوقوف في وجه مشروع ” السيل الشمالي” الذي بات يشكل كابوساً يؤرق البيت الأبيض الذي يعيش حالياً في أزمة اقتصادية ألقت بظلالها سلباً على الشعب الأميركي الذي ضاق ذرعاً من فشل السياسات الداخلية الأميركية، وعدم قدرة الإدارة الحالية على إدارة الملفات الاقتصادية.
ففي الوقت الذي تحاول فيه واشنطن فرض سطوتها وهيمنتها وإملاءاتها على بعض أتباعها الأوروبيين للانسحاب من مشروع السيل الشمالي – في سياق استفزازاتها المتواصلة لروسيا- وإجبارهم على شراء الغاز الأميركي المسال، اتجهت هيئة مكافحة الاحتكار البولندية لتلبية رغبات الأميركي وفرضت غرامة مالية بقيمة 100 مليون دولار على الشركات المشاركة في “السيل الشمالي-2” لمد أنبوب غاز من روسيا إلى ألمانيا عبر قاع بحر البطليق.
كذلك فرضت الهيئة على شركة الغاز الروسية “غازبروم” غرامة خيالية تقدر بنحو 7.6 مليارات دولار، وقال رئيس الهيئة البولندية لمكافحة الاحتكار توماس خروستني، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء إنه تم الانتهاء اليوم من التحقيق بشأن بناء وتمويل مشروع “السيل الشمالي-2” وقد تم إجراء تحقيق بدقة حوله، مشيراً إلى أنه تم فرض غرامة إجمالية قدرها 100 مليون دولار على خمس شركات، وتم تغريم “غازبروم” بـ 7.6 مليارات دولار.
كما طالبت الهيئة البولندية لمكافحة الاحتكار الشركات المشاركة في مشروع “السيل الشمالي-2” الروسي بفسخ عقود مشاركتها في غضون 30 يوماً من استلام الإشعار بقرار الهيئة.
وسط هذه التوجهات البولندية التي جاءت بناء على تعليمات أميركية لإيقاف عجلة مشروع “السيل الشمالي” الروسي جاء الرد سريعاً على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الذي علَّق على هذه المسألة بالقول: إن شركة “غازبروم”، التي فرضت عليها بولندا غرامة 7.6 مليارات دولار، ستتخذ إجراءات قانونية كرد للدفاع عن مصالحها.
واستبعد المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن يؤثر قرار بولندا هذا على العلاقات بين موسكو ووارسو، لافتاً إلى أن العلاقات بين البلدين لا يمكن وصفها بالمزدهرة.
من جهتها رفضت “غازبروم” قرار هيئة الاحتكار البولندية، وقالت إنها لا تتفق بشكل أساسي مع موقف الهيئة من المشروع ومن قرار فرض غرامة عليها، وأكدت الشركة الروسية أنها ستطعن على القرار وسوف تستخدم حقها بذلك.
يشار إلى أنه يجري حالياً تنفيذ المرحلة الأخيرة من مد الأنابيب لمشروع “السيل الشمالي-2″، الذي يتضمن بناء خطين لنقل الغاز الطبيعي الروسي بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنوياً، من الساحل الروسي، عبر قاع بحر البلطيق، إلى ألمانيا.
ويلقى المشروع معارضة قوية من الولايات المتحدة، التي تسعى لبيع غازها المسال في أوروبا. وهددت واشنطن مؤخراً بفرض عقوبات جديدة على كل من يشترك في تنفيذ هذا المشروع.