الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
ربما لم يشهد تاريخ البشرية إرهاباً يشبه الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، حيث فاق في وحشيته وفظاعته، جميع الجرائم والمذابح التي جرت في مسار تاريخ الحروب والصراعات القديمة والحديثة، فهذا الإجرام غير المسبوق وصل لحد إحراق شامل للأخضر واليابس في فلسطين المحتلة، وتدمير واسع للمدن والقرى الفلسطينية (نحو 500 قرية وبلدة ومدينة)، ومجازر جماعية دموية بشعة مروعة لم ينجُ منها حتى الطفل الرضيع، إضافة إلى ترحيل وتشريد جماعي للشعب الفلسطيني، وكل ذلك تم سابقاً، ويتم اليوم وسط صمت دولي مطبق تجاه هذا الإرهاب الصهيوني الممنهج، فالمؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي تطبق سياسة المعايير المزدوجة والنفاق السياسي، و”الفيتو” الأميركي يعطل أي مشروع لإدانة جرائم الاحتلال، الأمر الذي يشجع الكيان الصهيوني على التمادي بجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
المشروع الصهيوني التوسعي تتسارع خطواته التنفيذية تباعاً اليوم، في ظل مسار التطبيع المجاني، والمساعي الأميركية الحثيثة لتمرير “صفقة القرن” للإجهاز على ما تبقى من حقوق مشروعة للشعب الفلسطيني، تمهيداً لتصفية الوجود الفلسطيني التاريخي، وهذا ما يتجلى من خلال التصعيد الممنهج لجرائم الاحتلال، عبر تكريس واقع الاستيطان ورفع وتيرته، وسلسلة الاقتحامات للقرى والمدن وما ينتج عنها من اعتقالات يومية لعشرات الفلسطينيين وزجهم في المعتقلات، حتى أن تلك الجرائم تحولت اليوم إلى مجرد خبر عادي لا يجد طريقه إلى مسامع المجتمع الدولي، الذي يتحمل مسؤولية مباشرة بعدم اتخاذه إجراءات رادعة تلزم الكيان الصهيوني بوقف جرائمه.
ففي سياق العربدة الصهيونية اعتقلت قوات الاحتلال الليلة الماضية واليوم الأربعاء، عشرات الفلسطينيين في القدس ونابلس والخليل وجنين ورام الله، فيما داهمت عدة منازل بمدينة الخليل، واقتحمت مدرسة في قرية الجلمة بجنين واستولت على تسجيل كاميرا المراقبة من داخلها، بحسب ما أفادت به وكالات الأنباء الفلسطينية.
بالتوازي أقدم مستوطنون على إقامة بؤرة استيطانية “زراعية” في أراضي بيت دجن شرق نابلس، بعدما نصبوا نحو خمسة بيوت متنقلة وحظيرة أغنام في أراضي القرية.
ونقلت وكالة وفا عن مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس قوله إن المنطقة الشمالية الشرقية من أراضي بيت دجن، تشهد منذ أيام أعمال تجريف وشق طرق، من مشارف مستوطنة “الحمرا” بالأغوار الوسطى وصولاً إلى بيت دجن، محذراً من الاتجاه نحو إنشاء بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة والاستيلاء على مزيد من أراضي المواطنين.
وبحسب الوكالة أشار ناشطون في مجال الاستيطان إلى قيام المستوطنين اليوم، بتمديد خطوط مياه لتزويد البؤرة الجديدة بالمياه من مستوطنة “الون مورية” القريبة من القرية، إضافة إلى شق طريق بطول عدة كيلومترات ما أدى إلى إلحاق الأضرار ومصادرة مئات الدونمات من أراضي المواطنين.
وفي السياق ذاته أحرق مستوطنون اليوم الأربعاء، 50 شجرة زيتون في أراضي بلدة دير بلوط غرب سلفيت، وقال رئيس بلدية القرية يحيى مصطفى إن مستوطنين أضرموا النار في حقول الزيتون في الأراضي الواقعة شرق البلدة بالمنطقة المسماة “إسير دير سمعان”، تعود ملكيتها للمواطنين يوسف ومصطفى وصبيح عبد الإله.