الثورة أون لاين – بيداء قطليش:
قلبت إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفيروس كورونا المعادلات والتوقعات بالفوز بكرسي البيت الأبيض رأساً على عقب، وتركت منافسه الديمقراطي جو بايدن وحيداً في ساحة السباق للوصول للبيت الأبيض، وذلك بعد أن أظهرت نتائج استطلاع رأي جديد تقدم بايدن بـ 16 نقطة مئوية على منافسه ترامب.
ولا تزال حرب التصريحات تشتعل بين الخصمين “الجمهوري والديمقراطي”، ليعلن الأخير أنه إذا لم يشفَ ترامب تماماً من مرض كوفيد-19 بحلول موعد مناظرتهما التلفزيونية الثانية المقررة في 15 تشرين الأول الجاري فيجب عدم إجرائها.
وقال بايدن للصحافيين “إذا كان لا يزال مصاباً بفيروس كورونا، فلا ينبغي أن نتناظر، وأضاف أتطلع إلى مناظرته، لكن آمل فقط بأن يصار إلى اتباع جميع البروتوكولات.
وقال بايدن (77 عاماً) الذي يتقدّم حالياً على ترامب في نوايا التصويت على المستوى الوطني إنّ “هذه مشكلة خطيرة للغاية، لذا سأسترشد بما يقوله الأطباء فهذا هو الأمر الصحيح الذي ينبغي القيام به”.
وعلى مدى أشهر عديدة سخر ترامب وفريقه الانتخابي من الاحتياطات التي اتّخذها المرشّح الديمقراطي، متّهمين نائب الرئيس السابق بأنّه يحاول الاختباء من خلال تجنّب الناخبين وذلك بسبب التزامه الصارم بالتدابير الواجب اتباعها للوقاية من الفيروس.
ترامب الذي يحاول التغلب على منافسه بايدن باستراتيجيات مكافحة المرض، عاد مساء الاثنين إلى البيت الأبيض إثر قضائه أربعة أيام في المستشفى للعلاج من مرض كوفيد-19 الذي لم يشفَ منه تماماً بعد، وقد وجه فوراً دعوة إلى الأميركيين “للخروج” لكن مع “توخي الحذر”، واعداً باستئناف حملته الانتخابية قريباً.
لكن الفريق الطبي لترامب أكد أن خروجه من المستشفى لا يعني العودة إلى الوضع الطبيعي، وأوضح طبيب الرئيس شون كونلي أنه “متفائل بحذر”، مشيراً إلى أن الأطباء لا يمكنهم أن يؤكدوا أنهم مرتاحون تماماً للوضع قبل أسبوع.
وفي ظل تصدّر إصابة ترامب بفيروس كورونا للمشهدين السياسي والإعلامي داخل الولايات المتحدة وخارجها، ستكون الجائحة حاضرة بقوة أيضاً خلال المناظرة التي ستقام بين نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، حيث تحمل مواجهة بنس وهاريس التي تسعى لانتزاع منصبه أهمية غير معهودة، نظراً إلى مدى قرب نائب الرئيس من سيد البيت الأبيض.
وتأتي المواجهة في سولت ليك سيتي في وقت تنزلق البلاد من أزمة لأخرى، حيث لم يصب الرئيس الأميركي الذي لطالما استهتر بالفيروس فحسب، بل تفشى كورونا في أوساط المقربين منه ليصيب العشرات من أهم مستشاريه والموظفين في الإدارة وكبار المسؤولين العسكريين والنواب والجمهوريين.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان تعليق المفاوضات بشأن حزمة تحفيز الاقتصاد المتضرر جراء كوفيد-19 إلى ما بعد الانتخابات المرتقبة في الثالث من تشرين الثاني.
حيث بلغ العجز التجاري أعلى مستوياته منذ 14 عاماً بينما يحذّر ترامب من أن الأصوات التي سيتم الإدلاء بها عبر البريد مزورة، في وقت يسعى الجمهوريون في مجلس الشيوخ للمسارعة في تثبيت مرشحة الرئيس للمنصب القضائي الشاغر في المحكمة العليا وإن كان عدد منهم يخضع للحجر الصحي.