الثورة-أسماء الفريح:
يبحث ممثلون عن نحو 180 دولة في جنيف بدءا من اليوم ولعشرة أيام قادمة في إمكانية التوصل إلى معاهدة عالمية تحد من التلوث البلاستيكي، رغم تضاؤل الآمال بإبرام اتفاق طموح، بسبب ضغوط الدول النفطية والخلافات حول الإنتاج والتمويل.
و وفق موقع فرانس 24 فإنه وفي ضوء تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، أُضيفت هذه الدورة من المفاوضات الحكومية الدولية (CIN5-2)، بعد فشل المحادثات في بوسان بكوريا الجنوبية في كانون الأول الماضي بعد أن حالت مجموعة من الدول المنتجة للنفط دون إحراز أي تقدم.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنه “من الممكن إنهاء اجتماع جنيف بمعاهدة”, على الرغم من تعقيدات المفاوضات التي تمس المصالح المتضاربة للمجتمع الحديث “المواد الكيميائية والتنمية الاقتصادية مقابل البيئة والصحة.”
وفي دليل على صعوبة المفاوضات المرتقبة, نشر الدبلوماسي الإكوادوري لويس فاياس فالديفييسو الذي يرأس النقاشات، مسودة نص بعد فشل محادثات بوسان، تتضمن أكثر من 300 نقطة خلافية ستحتاج إلى تفاوض حتى ال 14 من الشهر الجاري، قبل التوصل إلى معاهدة.
ويرى سعيد حامد العضو في تحالف يضم 39 دولة جزرية، أن أصعب النقاط الخلافية هي ما إذا كان ينبغي للمعاهدة أن تتضمن سقفا لإنتاج المواد البلاستيكية الجديدة, وخاصة مع رفض دول غنية بالنفط هذا الطرح بشكل تام.
بدوره, يقول أندريس ديل كاستيو، كبير المحامين في مركز القانون البيئي الدولي، وهي منظمة غير ربحية تقدم المشورة القانونية لبعض الدول التي تحضر المحادثات، إن الدول النفطية تشكك حتى في الحقائق الأساسية حول الضرر الذي تسببه المواد البلاستيكية على الصحة, وأضاف “نحن نمر بمرحلة يُعاد فيه النظر في الحقائق المسلم بها حيث بات حتى العلم نفسه مسيسا بشكل كبير”.
الخارجية الأميركية قالت لوكالة رويترز إنها ستقود وفدا يدعم معاهدة للحد من التلوث البلاستيكي، دون فرض قيود مرهقة على المنتجين قد تعيق الشركات الأميركية, فيما قال مصدر مطلع على المحادثات، إن الولايات المتحدة تسعى إلى قصر نطاق المعاهدة على قضايا ما بعد الإنتاج مثل التخلص من النفايات وإعادة التدوير وتصميم المنتجات.
وتقول إيلين سيد رئيسة تحالف الدول الجزرية الصغيرة: “لا ينبغي أن تكون هذه المعاهدة، كما يطالب البعض في القطاع، مخصصة فقط لتمويل إدارة النفايات البلاستيكية.”
وتتصاعد التحذيرات من أنه في حال لم تُتخذ إجراءات للحد من التلوث البلاستيكي، فإن استهلاك هذه المادة سيتضاعف في العالم ثلاث مرات بحلول عام 2060، وفق توقعات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية, فيما يرجح أن تزداد النفايات البلاستيكية في التربة والمجاري المائية، من قمم الجبال إلى المحيطات، بنسبة 50% بحلول عام 2040، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الذي يتولى أمانة المفاوضات الأممية.
ويُنتج كوكب الأرض حاليا 460 مليون طن من البلاستيك سنويا، نصفها معد للاستخدام الأحادي، في حين يُعاد تدوير أقل من 10% من نفايات البلاستيك , في الوقت الذي أظهرت فيه دراسات حديثة، أن البوليمرات بتحللها إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة ونانوية، تلوث الأنظمة البيئية، وتدخل إلى دورة الإنسان الدموية وأعضائه.