الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
كان حلفاء الناتو على خلاف مع تركيا منذ سنوات عديدة، لكن دور أنقرة الأخير في الصراع الأذربيجاني الأرميني حول منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها أشعل معركة جديدة داخل الحلف، حيث طالب أعضاء الحلف تركيا بالتراجع عن سياستها الخارجية العدوانية ودعم وقف إطلاق النار في القوقاز.
مع تصاعد الصراع على الأراضي المتنازع عليها خلال الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة المئات، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ تركيا إلى نزع فتيل الموقف، وذلك نظراً لعقود من التدخل التركي في النزاع، حيث قال خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة التركية أنقرة: ” نحن نشعر بقلق عميق من تصاعد الأعمال العدائية وعلى جميع الأطراف وقف القتال على الفور، أتوقع أن تستخدم تركيا نفوذها الكبير لتهدئة التوترات”.
لكن تركيا استمرت في موقفها متحدية المطالبات المشتركة من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا من أجل وقف فوري لإطلاق النار في ناغورني قره باغ، حيث صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال زيارة لأذربيجان، “نحن ننظر إلى الدعوات القادمة من جميع أنحاء العالم بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار ، لكن ماذا بعد ذلك؟.”، حسب زعمه.
تصاعدت التوترات بين تركيا والعديد من حلفائها في الناتو في السنوات الأخيرة وذلك بسبب الأزمات المتزايدة التي تسبب بها النظام التركي، لكن العلاقة بينهم لم تنقطع تماماً، فقد اشترت تركيا أنظمة دفاع جوي روسية وأغضبت واشنطن، كما ازدادت التوترات بين تركيا واليونان وفرنسا في شرق البحر المتوسط، بالإضافة إلى احتلالها أجزاء من شمال شرق سورية، وتدخلها في الحرب الليبية، كل ذلك جاء بعد محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
الآن، يتساءل الكثير من المراقبين عن نقطة الانهيار – ومدى قرب حدوثها، لاسيما مع وجود إدارة أمريكية محتملة تحت قيادة المرشح الرئاسي جو بايدن، والتي تشير إلى موقف أكثر صرامة تجاه تركيا من تلك التي كانت تنتهجها إدارة ترامب.
إن دخول تركيا في الصراع الأذربيجاني الأرميني، بما في ذلك استخدام المرتزقة الذين يعملون بإمرتها كجيش بالوكالة، قد جعل بعض أعضاء الناتو يتخذون بعض الإجراءات تجاه تركيا، فقد أعلنت كندا أنها أوقفت بعض مبيعات الأسلحة لتركيا بعد مزاعم باستخدام معداتها من قبل القوات الأذربيجانية، في حين قامت وزارة الخارجية التركية بالرد بسرعة متهمة كندا “بالمعايير المزدوجة” من خلال الاستمرار في تصدير الأسلحة إلى الدول المشاركة في الحرب على اليمن.
تركيا هي عضو في حلف الناتو لما يقرب من 70 عامًا وهي تشكل الجناح الجنوبي لحلف الناتو، وتحرس البوابة المؤدية إلى البحر الأسود، كما أنها تعتبر الممر المهم إلى الشرق الأوسط، هذا النفوذ الجيوسياسي يمنحها مساحة كبيرة للمناورة.
قالت راشيل ريزو، الخبيرة في الأمن عبر المحيط الأطلسي في مشروع ترومان للأمن القومي: “اتخذت تركيا في السنوات الأخيرة سياسة خارجية أكثر تهوراً، الولايات المتحدة وأوروبا تعلمان أن تركيا أفضل كحليف، لكن هذا لا يعني أن تركيا ليست شوكة في حلق الجميع”.
فالسياسة الخارجية العدوانية لتركيا أثارت غضب حلفاء الناتو لسنوات، لكن أنقرة كانت دائمًا قادرة على تعزيز حقيقة أنها جزء من الناتو، كما أغضبت الأخطاء التركية الكونغرس، إن لم يكن إدارة ترامب ، حيث قال أحد المساعدين الجمهوريين بالكونغرس: “هناك قلق عميق للغاية بشأن تركيا، إلى أين تتجه في سياساتها؟، وبشكل أكثر تحديدًا إلى أين يقود أردوغان تركيا ؟. هناك جهود تُبذل لجعل الإدارة أكثر قوة وحزماً، فهي كانت تستخدم سياسة فرض العقوبات لمواجهة تركيا، لكن ليس قريباً من المستوى الذي يريد الكونغرس رؤيته أو المطالبة به”.
المصدرForeign Policy
السابق