الثورة أون لاين – فؤاد العجيلي:
حلب كماغيرها من محافظات ومدن سورية لها طقوسها الخاصة في الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية ، ومنها ذكرى عيد المولد النبوي الشريف الذي تقام فيه الاحتفالات وتقدم فيها الحلوى والضيافات وفي مقدمتها ” الملبس البلدي وجوز الهند ” .
يقول محمود مزيد رئيس الجمعية الحرفية للسكاكر والحلويات أنه توجد العديد من العائلات الحلبية التي لها تاريخ عريق في صناعة الحلويات حتى أننا أصبحنا نرى اسماً واحداً تتناوله العديد من المحلات ، وهذا دليل على تمسك أفراد العائلة بمهن وحرف أجدادهم كما هو حال ” وطفة – مستت – ستوت – مهروسة ” وغيرهم من العائلات الحلبية ، ولكل عائلة منها – كما يقال – خط حرفي ومهني تعرف به ، فالحلويات العربية لها عائلات مختصة ، وكذلك السكاكر والمرطبات .
وخلال جولة في أسواق حلب توقفنا مع رئيس الجمعية الحرفية عند ورشة صغيرة لصناعة ” الملبس البلدي وجوز الهند ” حيث أوضح الحرفي أيمن وطفة أنهم حاليا يقومون بتصنيع ” الملبس البلدي وجوز الهند ” تحضيراً للاحتفالات بعيد المولد النبوي الشريف حيث اعتاد أبناء حلب أثناء إقامتهم للاحتفالات سواء في الجوامع أو في الساحات والبيوت على تقديم ضيافة المولد والتي هي عبارة عن صرة فيها بعض القطع من الملبس إضافة إلى قطعة جوز الهند .
وحول ميزة الملبس البلدي الخاص بحلب أوضح وطفة أنه يمتاز باللون الأزرق الفاتح وهو مايميزه عن الملبس البلدي الدمشقي الأبيض ، مشيراً إلى أن الملبس يتكون من اللوز المحمص والملبس بالقطر والمضاف إليه الملونات الطبيعية ” اللون الأزرق ” وتصنيعه يمر بعدة مراحل تبدأ بانتقاء قلب اللوز غير المكسر ومن ثم يوضع في المحمصة بعد ذلك يوضع في وعاء على نار هادئة ويضاف إليه القطر الطبيعي حتى يتماسك بعد ذلك يضاف إليه القطر الطبيعي الملون باللون الأزرق ثم تضاف إليه الفانيليا بعدها يصبح معداً للبيع .
وفيما يتعلق بجوز الهند أضاف الحرفي وطفة أنه يتم تصنيعها بواسطة السكر مع مبشور جوز الهند الدسم وبياض البيض والفانيليا يتم خلطها بمقادير معينة ثم يتم عجنها وتقطيعها لتوضع بعد ذلك في الفرن حتى تنضج ويتم تبريدها وجمع كل قطعتين ضمن قطعة واحدة ويتم صرها وتصبح جاهزة للضيافة .
ورداً على سؤال حول خصوصية التقديم في عيد المولد النبوي أشار وطفة إلى أن هذه الضيافات يتم تقديمها في المناسبات وعلى مدار العام ولكن في ذكرى عيد المولد تزداد الخصوصية ، لافتاً إلى أنهم توارثوا هذه المهنة أباً عن جد منذ بداية خمسينيات القرن الماضي