في الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي.. ندوة احتفالية لجمعية تنظيم الأسرة السورية حول أهمية الكشف المبكر في تحقيق الشفاء
الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
ضمن فعاليات الحملة الوردية للكشف المبكر عن سرطان الثدي التي تأتي بالتزامن مع الشهر العالمي للتوعية بهذا المرض أقامت جمعية تنظيم الأسرة السورية اليوم ندوة خاصة حول أهمية الكشف المبكر عن المرض، والتعريف به والإجراءات التي يجب اتباعها، وما تقدمه الجمعية من خدمات ونشاطات كالفحوصات المجانية وجلسات التوعية والمشورة على مستوى عيادتها الموزعة في جميع المحافظات.
الدكتورة سلوى عبد الله وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل خلال افتتاح الندوة أكدت أهمية التوعية لمواجهة هذا المرض الذي أصبح إشكالية كبيرة بسبب تزايده على مستوى العالم، مشيرة إلى دور الأنشطة التي تقوم بها جمعية تنظيم الأسرة في التعريف بعوامل الخطورة وكيف يمكن الوقاية منها لدى النساء. وبالشكل الجديد للجمعية من حيث المشاركة الواسعة لجيل الشباب في أغلب أنشطتها.
ونوهت الوزيرة بأن الصحة ليست حبة دواء أو طبيب أو عيادة، بقدر ما هي سلوك صحي ووعي في طريقة العيش، انطلاقاً من مبدأ درهم وقاية خير من قنطار علاج.
المديرة التنفيذية للجمعية الدكتورة لما الموقع أكدت لموقع الثورة أون لاين: أن الوقاية من سرطان الثدي هي جزء من عمل الجمعية وأنشطتها على مدار العام لأنها جزء من الاهتمام بصحة النساء وهي الخدمات التي تقدمها عيادات الجمعية المنتشرة في كل المحافظات في الريف والمدينة، إلا أنها تكثف أنشطتها خلال شهر التوعية بسرطان الثدي من خلال تكثيف جلسات المشورة والتركيز على الفحص الطبي السريري مع تأمين إرشاد السيدة وتحويلها إلى المراكز الصحية والمشافي الحكومية المشاركة في الحملة في حال رغبتها أو حاجتها لفحص الثدي شعاعياً ( الماموغرام).
وتحدثت للموقع عن تجهيزات جديدة لعيادة الزبدية بحلب التي أصبحت تقدم إضافة إلى المشورة والفحص السريري، فحصاً مجانياً عن طريق الإيكو وفحصاً آخر عن طريق جهاز الماموغرام الجديد الذي يعتبر مكسباً للجمعية مقدماً من أحد المتبرعات السوريات.
وأشارت المديرة التنفيذية إلى دور الجمعية كجهة مكملة لملء الفراغات في نشر التوعية والتثقيف من خلال عيادتها ونقاطها الطبية والفرق المتنقلة بحيث تصل الحملة إلى جميع النساء في كل المناطق السورية، وهو الأمر الذي أصبح ملموساً من خلال عدد النساء المراجعات للعيادات والذي يصل إلى 40 سيدة في اليوم الواحد لأغلب عيادات الجمعية.
وأكدت الدكتورة هزار المقداد رئيس جمعية تنظيم الأسرة السورية خلال هذه الاحتفالية التي أقيمت في المركز الثقافي بالمزة أهمية تدريب النساء وتثقيفهن حول ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي وإجراء الفحص الذاتي ومراقبة الشكل الخارجي للثدي ومراجعة أقرب مركز صحي أو مشفى في حال حدوث أي تغيرات عليه داعية السيدات إلى الاستفادة من الفحوص المجانية خلال فترة الحملة المستمرة لنهاية الشهر الجاري.
وبينت أن عمل الجمعية في القطاع الصحي هو عمل مستمر من خلال التركيز على خدمات الصحة الإنجابية بما تتضمنه من خدمات الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وذلك ضمن العيادات الثابتة والفرق الجوالة والعيادات المتنقلة المنتشرة في كل المحافظات السورية والتي يصل عددها إلى 45 عيادة خاصة بالصحة الإنجابية، ومن خلال 23 فريق عمل جوال منتشر على كل الجغرافيا في القطر، للوصول إلى نسبة توعية عالية ونسب شفاء مؤكدة.
وأشارت المقداد إلى دور العامل النفسي في تجاوز المرض وهو الجانب المهم الذي تعمل عليه الجمعية عن طريق الاختصاصيين النفسيين العاملين معهم وما يتم تقديمه من دعم اجتماعي نفسي للسيدات المصابات لمساعدتهن في تجاوز هذه الفترة الصعبة، وكذلك عن طريق تواصل الجمعية مع السيدات المتعافيات والاستفادة من تجاربهن في تجاوز المرض، كقصص نجاح لها أهميتها في مجال التحدي للسرطان.
تحدثت ديانا الفلاحة رئيسة لجنة الشباب في الجمعية عن دور الشباب في هذه الحملة وإشراكهم في كل المراحل والأنشطة التي تدعم عملية التوعية وتقديم المشورة وإيصال رسالة الجمعية في مختلف المجالات التي تعمل عليها وليس فقط في مجال سرطان الثدي، مشيرة إلى وجود 12 مركزاً للشباب على مستوى المحافظات و1400 متطوع يسعون لنشر الوعي وتقديم المشورة والتعريف بخدمات الجمعية وذلك ضمن الإجراءات الصحية في ظل كرورنا.
وتحدثت المهندسة لميا الحصري وهي من الأعضاء المؤسسين للجمعية عن تجربتها التي مر عليها أكثر من عشرين عاماً مع سرطان الثدي مشيرة إلى أنها تجربة قاسية استطاعت تجاوزها بمساعدة عائلتها التي قدمت لها الدعم النفسي والاجتماعي وعززت ثقتها بنفسها إلى أن وصلت إلى الشفاء.
كما تحدثت المحامية مرح خضر وهي ناجية من السرطان عن تجربتها وانتصارها على المرض بقوة الإرادة والاستمرار بالعمل والدراسة، مبينة أنها أصيبت عندما كان عمرها 22 عاماً، خضعت بعدها لفترة علاج وفترة شفاء استمرت لمدة عام
ين كاملين، عادت بعدها مرح لمتابعة دراستها في الحقوق والتخرج والعمل حالياً كمتدربة إضافة إلى عملها التطوعي في الجمعية، وتنصح مرح جميع السيدات بعدم الاستسلام للصعوبات والمرض مهما كانت الظروف.
تخلل الندوة مجموعة من الأنشطة الفنية المتنوعة لمراكز الشباب، بدأت بمعزوفة موسيقية لمتطوعين شباب، ثم بعض الفقرات الدرامية لحالات مرضية وما يرافقها من إشكالات اجتماعية، وحديث لشابة متعافية من المرض تحدثت عن تجربتها في التغلب على السرطان والشفاء منه.