الثورة أون لاين – دينا الحمد:
التغيير الديمغرافي في المناطق التي تحتلها ميليشيا “قسد” العميلة، والذي تتوهم أنه يمهد لمشاريعها الانفصالية المشبوهة، يكاد يكون العمل اليومي لمتزعميها الإرهابيين، وكذلك لبقية مرتزقة الاحتلال التركي وتنظيماته المتطرفة التي ترتكب كل أشكال الجرائم بحق أهلنا في الجزيرة والشمال السوريين بغية إخراجهم من قراهم وإسكان عوائلها مكانهم لتنفيذ مخططاتها في التغيير المذكور الذي يحقق لها أجنداتها الاستعمارية أيضاً.
ففي اليومين الماضيين قامت تلك الميليشيات الانفصالية بخطوتين ترسخان أوهام التغيير الديمغرافي التي تعشش في أذهان متزعميها، أولها قيامها بتهديد عشرات الأسر القاطنة في حي العمران بمدينة الحسكة ومطالبتها إخلاء منازلها، وثانيها استيلاؤها على عشرات الشقق في أحياء أخرى من المدينة ومنها حي النشوة، وهددت سكانه بإخلائها وتوعدتهم باستخدام القوة في حال رفضهم الخروج من الأبنية، وقبل ذلك بأسبوعين استولت على الأبنية السكنية في حي مساكن الشرطة بحي غويران وأخلت سكانها بقوة السلاح بعد الاعتداء عليهم.
ولم تكتف تلك الميليشيا العميلة بذلك بل قامت بممارسات تعسفية إجرامية بحق الأهالي في تلك الأحياء لتشريدهم وطردهم من منازلهم بقوة السلاح لتحقيق هدفين أولهما إسكان المرتزقة محلهم، وثانيهما تطبيق تعليمات مشغلها الأميركي الذي يريد أن يخلي كل المقرات الحكومية والأبنية السكنية القريبة من قواعده غير الشرعية.
هذه السياسات التي تعد جريمة حرب لا تتوقف على ميليشيا الانفصاليين من قسد وحدهم بل يشاطرها العمل بالاتجاه ذاته الغزاة من أميركيين وأتراك، فالأميركيون يريدون تحقيق أجندات الكيان الإسرائيلي في إضعاف دول المنطقة وتقسيمها والنظام التركي يريد تحقيق تغيير ديمغرافي يتناغم مع أجنداته العثمانية.
وخلال الشهور الماضية رأينا هذه السياسات الإرهابية وقد بلغت ذروتها على يدي الغزاة الأتراك والأميركيين، فما فعله النظام التركي في محيط مدينة رأس العين بريف الحسكة وشروعه في بناء جدار عازل يؤكد هذه الحقيقة، فهو حاول عبر بناء الجدار المذكور تقطيع أوصال المنطقة عن بعضها البعض وإسكان مرتزقته هناك بذرائع محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن القومي التركي المزعوم.
وكانت هذه الخطوة الاحتلالية ضمن جملة من الخطوات الاستعمارية، فقد سبق أن أقام التركي جداراً إسمنتياً العام الماضي في محيط مدينة عفرين بريف حلب الشمالي لعزلها عن محيطها الجغرافي الطبيعي، وكانت أهدافه هي ذاتها، أي التغيير الديمغرافي والجغرافي في المنطقة الشمالية من سورية برمتها، وذلك في محاولة منه لتكريس سياساته العدوانية ومحاولة فرض الأمر الواقع في المناطق التي احتلها مع مرتزقته من التنظيمات الإرهابية تمهيداً للشروع في توطين عناصرها وإحداث تغييرات ديمغرافية تحقق له أطماعه.
إن جرائم متزعمي “قسد” وعمالتهم للمحتلين لم تنفعهم يوماً بتحقيق أوهام الانفصال والتغيير الديمغرافي التي رسم ملامحها لهم الكيان الصهيوني وأصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية في واشنطن، لا بل إنها فشلت حتى اليوم في إحداث التغيير الذي يحقق لهم أطماعهم الموتورة بسبب تمسك أهلنا هناك بحقوقهم وتشبثهم بأرضهم، وتناسى هؤلاء المأجورون أن السوريين سيحاسبونهم عاجلاً غير آجل على كل جرائمهم ومنها جريمة التغيير الديمغرافي التي يقومون بها وعلى تدمير القرى وتهجير أهلها ودعم الإرهاب، وأن السوريين وجيشهم الوطني لن يسمحوا لهم ولا لمشغليهم تحقيق أطماعهم وأحلامهم المشبوهة مهما كلفهم من تضحيات.