الثورة أون لاين -طرطوس _مها يوسف :
استطاع عمال وفنيو الخطوط الحديدية بطرطوس خلال سنوات الأزمة وتقطع أوصال شبكة الخطوط الحديدية بسبب الحرب الارهابية من تحقيق أعمال مميزة بصمودهم وإرادتهم وسعيهم لاستمرار عجلة القطارات وذلك من خلال تجهيز وإصلاح القاطرات والعربات بعد سحبها وهي شبه مدمرة من محطة كفر عايا بحمص ومحطة اللاذقية الى فرع طرطوس اضافة الى تجهيز مجموعة ترين سيت واحدة كانت موجودة في محطه اللاذقية وذلك بالتعاون مع الورش الفنية التخصصية بحلب وباستخدام القطع التبديلية القديمة عن طريق الفك من قاطره منسقه وتركيبها على قاطرات اخرى.
واوضح الدكتور مضر الاعرج مدير فرع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بطرطوس انه ومنذ عام ٢٠١٢ يتم تسيير قطار الركاب بين طرطوس واللاذقية لخدمة الطلاب بواقع رحلتي ذهاب ورحلتي إياب يوميا موضحاً انه وبسبب فقدان القطع التبديلية وعمر القاطرات تطرأ بعض الاعطال الفجائية والتي تودي الى توقف القطار حيث تتم معالجة الامر على الفور بارسال قاطرة نجدة مشيرا الى ان نسبة الاعطال لاتتجاوز 2بالمئة، ولكن الفرع يسعى دائما وفق الامكانيات المتاحة لتلافي هذه الأعطال الطارئة والتي غالبا سببها فقدان القطع التبديلية مبيناً ان عدد الركاب المسافرين على متن قطارات الركاب بين طرطوس واللاذقية بلغ خلال الثماني سنوات حوالي ٢ مليون راكب مايشكل خمسة أضعاف الأعداد المنقولة خلال ثمان سنوات ماقبل الأزمة، وهذا بالرغم من كل ظروف الحرب وآثارها التدميرية.
و اكد الأعرج على انه يتم العمل ليلا ونهارا وتكثيف الجهود لرفع سوية النقل خاصه بعد فتح محور حمص دمشق وقريبا حمص حلب، مضيفا إن ذلك سيسمح بالاستفادة من القاطرات والعربات المتواجدة في حلب ودمشق .
وفيما يخص قطاع نقل البضائع أوضح الأعرج ان الفرع يقوم بتنفيذ كافة طلبات النقل للمواد الواردة إلى مرفأ طرطوس باتجاه اللاذقية وحمص ومؤخرا إلى دمشق، حيث أن حجوم النقل في تزايد مستمر، إضافة إلى البدء بنقل الاحضارات الحصوية من مقالع حسياء إلى محطتي سمريان وبانياس في طرطوس ومحطة شربيت في اللاذقية وقريبا سيتم استئناف نقل الفوسفات من مناجم الشرقية إلى مرفأ طرطوس… حيث تولي المؤسسة الاهتمام البالغ في تأمين كافة عمليات النقل المطلوبة بالرغم من الصعوبات والتحديات.
وحول الصعوبات قال الدكتور مضر الأعرج انها تتركز بالنقص الشديد في عدد القاطرات وعمرها الاستثماري والتي لاتتناسب مع حجوم النقل المستقبلية والحاجة الماسة للقطع التبديلية اللازمة لصيانة وتجهيز الأدوات المحركة والمتحركة وكذلك لمواد الخط الحديدي وتجهيزاته.
بالإضافة الى النقص الشديد بالقوى العاملة من الفئات الرابعة والخامسة (عمال خط – حراس ممرات – مفتاحيين – عمال تفريغ وتحميل – عمال صيانة فنية – سائقين).و خروج نظام الاشارات والاتصالات عن الخدمة بسبب تدميره من قبل المجموعات الارهابية وسرقة وتدمير مستودعات القطع التبديلية لنظام الاشارات في حمص حيث أضحت جميع المحطات تعمل بشكل يدوي. والنقص الشديد في الآليات الخدمية والهندسية كماً ونوعا.
أما فيما يخص الاجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا فأوضح مدير الفرع أنه تم وضع خطة متكاملة بما يخص قطارات الركاب وتم تزويد كافة العاملين الذين على تماس مع قطارات الركاب بالكمامات والكفوف الطبية والمعقمات كما يتم تنظيف وتعقيم عربات الركاب بشكل يومي وكذلك كافة مكاتب ومرافق المحطة مبيناً انه يتم استقبال الركاب على المدخل وتعقيم أيدي المسافرين وقياس درجة حرارتهم وتعقيم أمتعتهم ومنع دخول أي راكب من دون ارتداء الكمامة. وإلزام الركاب بالتباعد على شباك التذاكر عن طريق لصق دوائر ملونة على الأرض.
ونوه الأعرج إلى أنه قبل الصعود إلى القطار يتم تعقيم أيدي الركاب بالكحول وتعقيم الأرجل بالكلور الممدد على اسفنجة أرضيةو إلزام الركاب بالتباعد أثناء الجلوس بالعربات ومنع الاحتكاك مشيرا إلى أنه بالنسبة للركاب الصاعدين من المحطات المتوسطة تتخذ نفس الإجراءات إضافة إلى قيام رئيس القطار وعلى الرصيف باستقبال الركاب وتعقيم الأيدي بالكحول وقياس الحرارة بواسطة ميزان مخصص لكل قطار .
و تتخذ نفس الإجراءات بالعودة وبعد الوصول إلى طرطوس كما يعاد التنظيف والتعقيم ليلا تحضيرا لرحلة الغد.
وختم بالتأكيد على إصرار وعزيمة العاملين لتجاوز كافة الصعوبات والتحديات وإعادة الألق إلى هذه المؤسسة العريقة.