ما زالت صفقة القرن تلوح في الأفق السياسي ما بين الصهاينة في الأرض المحتلة وأميركا، التي تتخبط في حياتها الانتخابية، ما بين بايدن وترامب، ونهوض أقطاب التطرف اليهود الأميركيين، الذين لا يهتمون بما قدمه ترامب لصهاينة فلسطين مقابل استهتاره بكورونا التي أودت بحياة الملايين، وهزليته حين يقول اشربوا الديتول.
إن احترقت شموع ترامب في نهاية الانتخابات الأميركية، أو انطفأت شمعة بايدن ما الذي سيحدد معالم السياسة الأميركية القادمة..؟ أهي العلاقة مع إيران أم امتلاك زمام الأمور في القارة العجوز أوروبا.. أم تحديد الموقف في (الشرق الأوسط)؟.
إيران لا تعول أياً كان ساكن البيت الأبيض.. فعلى القادم أن يكون أكثر حذراً في التعامل مع إيران، التي تتحدى أميركا بإستراتيجية حسمها وإيجادها بدائل مواجهة الحصار الأميركي الشرس، لأنها تثق بأن القرار في أميركا للدولة العميقة.
أما الشريك الأوروبي فهو أكثر خشية من عودة ترامب الذي همشها في القضايا الإستراتيجية العالمية الهامة، هي لا تكترث لإيران، لكنها غضبت من انسحابه من الاتفاق النووي من دون رأيها أو إعلامها.
الداخل الأميركي متخبط، هل تكون الجريمة بحق السياسة الأميركية، هي مواجهة إيران إن عاد ترامب الذي أضاف لانسحابه من الاتفاق النووي ثأر الدم، باغتيال سليماني والمهندس.. رغم أنه حاول العودة للتفاوض مع إيران لكن بشكل جديد؟.
واشنطن مدينة دولية بعرف البنتاغون والدبلوماسيين الأميركان تتخطى ترامب الذي انسحب من مجموعة اتفاقيات، المناخ، التجارة العالمية، الاتفاق النووي والناتو، رغم أنه كان وما زال يعول على الشعب الأميركي البسيط الذي يغريه بشعار أميركا أولاً.
نانسي بيلوسي تصرح بأن بايدن سيدخل البيت الأبيض في 2021 يناير.. فهل يتحقق أملها، مع من لهم باع طويل عسكرياً ودبلوماسياً، الذين يؤكدون قصر نظر ترامب، الذي أغضبهم مراراً بفشله، الذي أثر على السياسة الأميركية داخلاً وخارجاً؟ ، الذين يرون لدى بايدن قدرة على رأب الخلافات الأميركية مع دول أخرى، في وقت كانت الإساءة بإدارة ترامب ظاهره للسياسة الخارجية ويرون أن عودة ترامب لا تعني أبداً تصحيح العلاقات لأنه يحب الضغوط على الغير وقد يقوم بعدائية أكبر.
أوروبا اليوم تريد الاستقلالية الذاتية، لكن ليس بالحد الذي يجعلها توازي أو تكون قوة ثالثة إلى جانب أميركا وروسيا.. لكنها تريد دوراً أمنياً لها وليس متلقية لأوامر أو مهملة كما عاملها ترامب، رغم أنهم يعلنون أنهم مع الخط الأميركي في المواقف الحساسة، خاصة وهم يخشون الإرهاب المرتد عليهم الآن في أكثر من دولة أوربية.
تتوجس أوروبا الخيفة من نجاح ترامب. وزير الخارجية الألماني يطالب بانتخابات أميركية منصفة وسلمية، خشية تصاعد توتر العلاقات بين برلين وواشنطن، بينما موسكو تصرح على لسان لافروف أنها لا تعول على نتائج الانتخابات الأميركية..
موسكو تطالب بتحسين العلاقات مع دمشق خاصة بعد الأحداث الإرهابية التي تحدث في أوروبا في فرنسا ثم النمسا، وقبلها في درسدن الألمانية ومؤخراً في بلجيكا، لماذا الإرهاب في سورية يدعونه مطلباً للحرية وعندهم إرهاب يجب القضاء عليه؟.
دان بويلان محرر الأمن القومي الأميركي في الواشنطن تايمز يعلن أن الحرب في سورية كانت بالوكالة نفذتها داعش ويصر ترامب أنها لم تعد موجودة ويتحدث عنها في صيغة الماضي، لكن هذا لا يعني أنها لم تعد موجودة وإن قال أنه قطع رأسها.
قد تظهر نتائج الانتخابات عند صدور مقالتي هذه.. ماذا سيكون في جعبة الشهر الحادي عشر من هذا العام، بعدها على العالم.. لكن مهما كان اسم الداخل إلى البيت الأبيض فلن تتغير سياستنا، في محاربتنا لكل دخيل على أرضنا ولن يكسرنا الحصار مهما اشتد فلا بد أننا سنخلق البدائل لكن أتمنى أن لا تكون على حساب المواطن.
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش