العلاقات الروسية الأوروبية بين الماضي والحاضر

الثورة اون لاين – ترجمة ختام أحمد:

لقد جادلت كثيرا بأن روسيا ليست “دولة أوروبية”، تستند حجتي إلى حقيقة أن روسيا وأوروبا كان لهما تاريخان مختلفان تماماً وقليل من الاتصالات حتى أصبح الإمبراطور بيتر لاعباً رئيسياً في التاريخ الأوروبي، ثمة عدد متزايد من الروس اليوم لا يريدون أن يكونوا “أوروبيين”: إنهم ينظرون إلى أوروبا – الغرب – بنفور وحيرة متزايدة.
إن القوة الرأسمالية التي تقود الغرب هي الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ومعظم أمريكا الجنوبية والعديد من البؤر الاستيطانية الأخرى في أوروبا هم من أبناء الحضارة الأوروبية الأصلية، لقد مرت علاقات روسيا مع الغرب بالعديد من التقلبات، على سبيل المثال، فقد كانت روسيا حليفة بريطانيا في أعوام 1812و 1914 و 1941، وعدوة لها في 1853 و 1918، وخصمًا خلال ما يسمى باللعبة الكبرى أو الحرب الباردة، ومع سقوط الاتحاد السوفياتي ونهاية الشيوعية، رفض الغرب روسيا بعد فترة قصيرة.
في أوائل التسعينيات عندما كان الحديث عن “حقبة جديدة من الديمقراطية والسلام والوحدة” لتحقيق الآمال والتوقعات التي طالما اعتزت بها شعوبنا على مدى عقود، كان الرفض واضحاً، بشكل مباشر، حيث انتهج حلف الناتو مشروعا مناهضاً لروسيا وبدأ بالتوسع على حدودها عسكريا، والروس محقون تماماً في رؤية الثورات الملونة في جوارهم على أنها تحركات ضدهم، تخضع روسيا لنظام عقوبات دائم – يتغير العذر ولكن تظل العقوبات قائمة، حيث تم استبدال قانون جاكسون فانيك بقانون ماغنتسكي، تضيف واشنطن باستمرار عقوبات جديدة ضدها وتضمن أن أتباعها يفعلون ذلك أيضًا.
وعلى الرغم من أنه يمكن تقديم حجة قوية مفادها أن العقوبات أفادت روسيا لأن موسكو كانت ذكية بما يكفي للتعامل معها، لكن الحقيقة تبقى أن هذه العقوبات أعمال عدائية وأقل من الحرب بقليل، إذ كان الاتحاد الأوروبي متعجرفاً بما يكفي ليعلن الشعور بالتفوق غير المشروط، ” يجب أن تفهم روسيا أنه لن يكون هناك “عمل كالمعتاد بيننا”، حسنًا، تريد روسيا أن تفهم ما إذا كان هناك أي عمل على الإطلاق مع الاتحاد الأوروبي بموجب هذه الظروف – وهذا أمر واضح – روسيا ترفض الدور الذي يمنحه الغرب لنفسه كقاضٍ ولن تكون معنية به، ومع ذلك، فقد قدمت روسيا عرضا أخيرا لن تنشر صواريخ ما لم يفعل الغرب ذلك.
يبدو أن أوروبا كانت خلف قضية نافالني، أليكسي نافالني الناشط المناهض لبوتين محبوب كثيراً في الغرب، ولكن الروس يتجاهلونه في الغالب، في آب الماضي مرض نافالني على متن طائرة عادت وهبطت في “أومسك “حيث تم نقله إلى المستشفى، بعد بضعة أيام كان لايزال في غيبوبة، تم نقله إلى مستشفى في ألمانيا.
لقد علمنا مؤخرا فقط أن انتقاله إلى ألمانيا كان بإلحاح مباشر من بوتين الذي أرسله إلى بر الأمان لحمايته وإنقاذ حياته، إذاً لم يكن بوتين من فعل هذا كما يدعي الأوروبيون، يحب الاتحاد الأوروبي التباهي بقيمه التي من بينها: ” كل شخص متهم يعتبر بريئاً حتى تثبت إدانته وفقاً للقانون”. لكن ليس إذا كنت روسيا، علماً أن روسيا قادرة على إثبات براءتها، وهي بريئة مما ينسبه إليها الأوروبيون بقضية نافالني.
بالمقابل روسيا تطالب الاتحاد الأوروبي بالإجابة على الأسئلة مثل : لماذا لم يستجب الأوروبيون إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ولماذا يتوسع الناتو بالقرب من روسيا، ولماذا يتدخل الأوروبيون في الثورات الملونة، إضافة إلى كل ما يفعله الأوروبيون وأمريكا من تجاهل للقوانين الدولية.
يمكن لموسكو أن تأمل على المدى القريب والمعقول في إمكانية إقامة المزيد من العلاقات الطبيعية مع بعض القوى الأوروبية الرئيسية، وبالتالي فإن قطع العلاقات معهم سيكون خطوة سيئة، روسيا لديها سفارة في الاتحاد الأوروبي، يقولون إن الاتحاد الروسي يريد تطوير شراكة وثيقة وشاملة مع الاتحاد الأوروبي على أساس مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة واحترام مصالح كل طرف، فأين “الشراكة الوثيقة والشاملة” وأين “المساواة والمنفعة المتبادلة والاحترام”؟.
كما يقولون: “تتمتع روسيا والاتحاد الأوروبي بعلاقات تجارية واقتصادية مكثفة”. لا لم يفعلوا ذلك، روسيا لديها تجارة مع ألمانيا وإيطاليا وآخرين – أي مع أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وليس مع الاتحاد الأوروبي ككتلة.
لقد عانت موسكو لثلاثة عقود من الإهانات والافتراءات الأوروبية، وأرادت توضيح نقطة، إن قطع العلاقات مع بروكسل (الاتحاد الأوروبي) سيكون سهلاً ، وكل ما عليها فعله هو التعامل مع الدول الأوروبية بشكل فردي، قد يرحب الاتحاد الأوروبي بذلك بعد أن فقد جزءا كبيرا من ميزانيته.
بقلم: باتريك ارمسترونغ
Strategic Cultur

آخر الأخبار
تركت ارتياحاً في الأوساط الصناعية.. اتفاقيات سورية تركية تدعم الشبكة الكهربائية آفاق جديدة للدعم الطبي.. سوريا والنرويج نحو شراكة مستدامة "المالية" تستعرض أرقام النفقات والإيرادات للموازنة العامة الشرع وعبد الله الثاني: المجلس التنسيقي يفتح مرحلة جديدة بين البلدين "تجارة دمشق" تلغي شرط التأمينات الاجتماعية الغريواتي لـ"الثورة": يدفع الكثير من التجار للتسجيل بالغر... أردوغان: رفع العقوبات عن سوريا خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار مستقبل احتياطات العالم ومخاطر العملة الواحدة  احتياطي الصين في زمن الاضطراب ..تفكيك الاعتماد على الد... انطلاق أولى قوافل الحجاج من مدينة حماة "نادي الإعلاميين السوريين في قطر".. خطوة مهنية لتعزيز الحضور الإعلامي في الخارج ٨ باصات جديدة بالخدمة في اللاذقية تنفيذي جديد لتجارة و صناعة طرطوس السوريون بين مرحلتين:  الخوف "من الدولة" إلى الخوف "على الدولة" نمذجة معلومات البناء BIM في  حمص "انهض بمدينتك".. تحسين الواقع الخدمي في درعا مشروع فردي باستثمار ذكي  " السماد العضوي" في  "مجبر" طرطوس يؤمن عشرات فرص العمل  ما قصة تعزيز روسيا لقواتها قرب فنلندا.. تحضير للحرب أم استعراض للقوة؟ مخلفات الحرب.. إرث قاتل يخطف الأرواح  القرى المستفيدة من مشروع "البغلة" بريف طرطوس عطشى.. والمؤسسة تستجيب "مياه درعا".. تراجع غزارة ينابيع وادي الهرير وعين ذكر للنصف تزايد الصادرات التركية لسوريا بنسبة 36,7 بالمئة في 4 أشهر