بقلم أمين التحرير- باسل معلا :
عبر الجمع الأعظم من الأميركيين عن اختيارهم وحسموا نتائج الانتخابات لمصلحة المرشح جو بايدن الذي سيكون الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية كما عبر الكثير عن سعادتهم بفوزه وتفوقه على سابقه ترامب الذي ملأ الدنيا حماقة وشغل الناس طوال أربع سنوات مضت…
اللافت أن البعض في منطقتنا قد عبر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن سعادته أيضاً بفوز بايدن وهو أمر يدعو للاستغراب وخاصةً أن المتابع للشأن السياسي وسلوك الولايات المتحدة خلال العقود الماضية يدرك أن تغيير الرئيس لا يشكل فارقاً كبيراً على سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاهنا نحن العرب بشكل عام والسوريين بشكل خاص، فترامب لم يكن أفضل من سابقه أوباما الذي لم يكن أيضاً أفضل من سابقه بوش الابن وهكذا دواليك، فالدولة العميقة هي من تسير الأمور في أميركا، أما دور الرئيس فيكون ثانوياً ولا يتجاوز إطار الاهتمام بالتفاصيل.
الرئيس الجديد يعتبر من أشد المناصرين للكيان الصهيوني وقد عبر في أكثر من موقف وعلى مدى عقود عن دعمه لإسرائيل وحاجة أميركا لها في المنطقة، حتى إنه في أحد التصريحات القديمة أكد أن إسرائيل إن لم تكن موجودة، فعلى الولايات المتحدة الأميركية أن توجدها، وتخيلوا على حد تعبيره كم من الجهد والمال والقوات والأسلحة التي عليها تأمينها ونشرها في المنطقة.
هو ذاته أعلن أيضاً عبر تصريح متلفز أنه وإن كان مسيحياً فإنه صهيوني الهوى والعقيدة، وبالتالي لا يجب أن نتوقع أي شيء إيجابي تجاهنا، وإنما يجب أن يكون التعويل على أنفسنا وقدراتنا وإيماننا بقضيتنا لمواجهة المخططات والسيناريوهات العدوانية التي ستستمر ضدنا ربما بأشكال مختلفة، ولكن لتحقيق الهدف نفسه، وهنا لا يسعني إلا أن أتذكر مقولة المناضل الراحل فيديل كاسترو الذي أجاب عندما سئل عمن يفضل من المرشحين الأميركيين في انتخابات سابقة، فأكد أنه لا فرق بين فردتي حذاء يلبسهما الشخص نفسه.