الثورة أون لاين – أحمد حمادة:
من كان يتابع على مدى السنوات الماضية خطوات الجيش العربي السوري في تأمين عودة اللاجئين من مخيمات لبنان والركبان وغيرها إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم، وكذلك جهود مؤسسات الدولة السورية في توفير الأمن والخدمات ومستلزمات الحياة الكريمة لهم، يجزم بأن المؤتمر الدولي، الذي يختتم أعماله اليوم، لم يكن إلا الخطوة المطلوبة لما تم التأسيس له عبر سنوات لتحقيق هذا الهدف الوطني والإنساني، الذي وضعته الدولة السورية نصب عينيها منذ افتعال أزمة اللاجئين من قبل الدول الغربية والإقليمية والمتاجرة بها.
ولعل لغة الأرقام هي الفيصل في هذا الإطار، فقد أعادت الدولة السورية أكثر من خمسة ملايين مهجر إلى قراهم ومدنهم ، كما تشير الأرقام الرسمية، بعد أن أجبرتهم التنظيمات الإرهابية على النزوح، وبذلت الدولة الكثير من الجهود والخطوات العملية لترميم بيوتهم وتطهير قراهم ومدنهم من رجس الإرهاب وإعادة الأمن إلى مناطقهم المحررة، لا بل إنه منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية ركزت الدولة جهودها وكل إمكانياتها لخدمة مواطنيها، ووضعت بكل المراحل خططاً منظمة لإغاثة السوريين الذين خرجوا من مناطق سيطرة الإرهابيين نتيجة التنكيل بهم.
وكانت كل إمكانيات الدولة ومؤسساتها توظف لإعادة تأهيل ما دمّره الإرهاب بالتعاون مع الوزارات والجهات المسؤولة ولاسيما هيئة تنسيق المهجرين السوريين، وتواصل الدولة خطواتها الفاعلة لإعادة كل اللاجئين إلى وطنهم، وقطع الطريق على الغرب الذي تاجر بهم وبمأساتهم، لكن هذا الغرب العدواني استمر حتى يومنا بالتباكي المزيف عليهم، مع أن منظومته الإرهابية وعدوانه وحصاره الجائر كانت السبب الأول والأخير بمأساتهم.
ولنأخذ النظام التركي كمثال بارز على هذه السياسات العدوانية، فطالما استخدم ورقة اللاجئين للضغط على أوروبا من ناحية، وعلى الدولة السورية من أجل ابتزازها من ناحية، وتحقيق أجنداته الاستعمارية المبيتة من ناحية ثالثة، إلى جانب ابتزاز المجتمع الدولي تحت عنوان احتياجات اللاجئين المالية ومعاناتهم، وظهر ذلك جلياً خلال محاولات حصول هذا النظام على المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الإنسانية وصندوق الغذاء العالمي.
وكان نظام أردوغان الاستعماري الأكثر استثماراً في هذا الملف طوال سنوات الحرب الإرهابية وقد شاهده العالم منذ اليوم الأول للأزمة كيف يسابق الزمن لإقامة مخيمات للجوء على الحدود السورية التركية حتى قبل نزوح أي مواطن أو مغادرته منطقته.
أما رأس العدوان الغربي ضد سورية أي الولايات المتحدة فمازالت تعرقل عودة اللاجئين عبر ما يسمى قانون (قيصر) الذي يعرقل عودتهم ويساهم في زيادة مأساتهم ومأساة السوريين عموماً، سواء أكانوا مهجرين أو غير مهجرين، وكانت هذه القوة العدوانية تسعى بشكل مواز لذلك وعبر الإجراءات القسرية أحادية الجانب إلى تعقيد هذه المسألة بدل المساهمة بحلها.