الثورة أون لاين- عبد الحليم سعود – هزاع عساف:
أكد اللواء الدكتور محمد عباس في لقاء مع الثورة على هامش المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين أن عملية التشكيك بانعقاد هذا المؤتمر من قبل الإعلام المرتزق والمضلل هي أمر طبيعي، فهناك دول لم تتخلف عن انعقاد المؤتمر فحسب بل قامت بعرقلة انعقاده وضغطت على دول أخرى لكي لا تحضر، وقامت بخلق الصعوبات والعراقيل أمامه، لأنها لا تريد للحرب أن تنتهي ولا للاجئين أن يعودوا إلى وطنهم، حيث يمارس البعد الإعلامي من أجل التشويش على المؤتمر والتشكيك بنتائجه، ولعل قيامهم بهذا الدور فهذا يعني أنه مؤتمر مؤثر وسيكون له نتائج على الأرض، ولولا خشيتهم من ذلك لما أعاروه أهمية، فالمؤتمر مدعوم من دول حليفة وصديقة وله أجندة واضحة هي تقديم الدعم لسورية وتوفير كل ما يلزمها من أجل استعادة أبنائها اللاجئين، وهذه الحملات المغرضة ضد سورية وضد ما تبذله من جهود في هذا المجال يهدف ليس فقط لمنع عودة اللاجئين بل للتأثير على انتمائهم الوطني وتمزيقهم وقطع جذورهم عن وطنهم، والحيلولة دون إمكانية العودة إليه في المستقبل، وإقناعهم أن الدول التي تستضيفهم هي أوطانهم.
وأشار اللواء عباس إلى أن هذه الجهات المشككة بالمؤتمر هي نفسها التي أجبرت السوريين على الهجرة ومغادرة وطنهم، بفضل دعمها ومساندتها للإرهاب التكفيري والعسكري والاقتصادي والحصار المفروض على سورية، فمن أهداف الجيل الرابع من الحروب التي شنت على سورية أن يكون هناك موجات نزوح كبيرة ومغادرة الوطن من أجل استغلالها في الضغط على هذه الدولة أو تلك، ليس فقط من أجل أن يغادر الناس مغادرة جسدية وإنما أن يغادروا انتماءهم للوطن وأن يغادروا الهوية الوطنية لهم بحيث يصبح بلد اللجوء هو هوية جديدة لهم.. ولكن سيفشلون في سورية كما فشلوا في أماكن أخرى، فحتى لو اعتبر اللاجئ بلد اللجوء وطنه فإن الوطن البديل يعتبره غريباً، ولذلك تجد معظم اللاجئين السوريين يحنون إلى وطنهم ويرغبون بالعودة إليه لأنه يعيش في داخلهم، ولكن ظروف الحرب والإرهاب والحصار المفروضة هي ما كان يمنعهم، والآن الحرب باتت وراءنا ويمكننا جميعا أن نتعاون في التغلب على الحصار، وإلى جانبنا الكثير من الأصدقاء والحلفاء الذين يساهمون بفعالية لوضع حد لقضية اللاجئين بعودتهم إلى وطنهم.
وبين اللواء عباس أن الموقع الجيو استراتيجي لسورية هو مطمع للولايات المتحدة وإسرائيل والغرب وكذلك لتركيا، ولذلك يحاول هؤلاء جميعاً أن يفرغوا سورية من أبنائها لكي تفرغ لهم الساحة ويطيلوا عمر مشروعهم الاستعماري، وهذا بالضبط ما يحاول النظام التركي فعله في سورية، وهو استعمار استيطاني الأساس فيه إرهابيو ايغور وتركستان ومرتزقة من أماكن أخرى، بدل النموذج السوري الذي يقاوم مشروعه.
وأوضح اللواء عباس أن دول العدوان تحاول أن تغرر باللاجئين السوريين، بحيث يجري إقناعهم أن ألمانيا التي لجؤوا إليها على سبيل المثال هي وطنهم البديل، ولكن اللاجئ السوري الذي ذاق الإذلال في تركيا وغيرها من الدول الغربية يعي هذه القضية جيداً ويدرك خطورة هذا المشروع، لذلك لا نتوقع أن يغرر به أو أن يتخلى عن انتمائه مهما كانت المغريات، فالسوري يحمل وطنه في قلبه وعقله، وأما قضيته فهي في مقدمة أولويات وطنه الأم، وهذا المؤتمر دليل واضح على ذلك، فالدولة السورية لن تتخلى عن أبنائها مهما كانت الظروف، وهي تسعى بكل ما أوتيت من قوة من أجل خلق الظروف والشروط التي تؤمن عودة كريمة لأبنائها من بلدان اللجوء، وهي تتمسك بالمواطن السوري في الخارج بنفس القدر الذي تتمسك بأبنائها في الداخل، وهذا التمسك يترجم من خلال الإجراءات والتدابير التي تقوم بها الدولة في مجال إعادة الاعمار وتعزيز الهوية الوطنية ضد الاختراقات الخارجية التي تعتبر من أخطر الاختراقات للهوية ولاسيما ما يقوم به النظام التركي، وكذلك الأميركي ومليشياته الانفصالية العميلة.
وختم اللواء عباس حديثه للثورة بالقول: إن قضية اللاجئين السوريين ليست قضية إنسانية فحسب بل هي قضية وطنية ومجتمعية وأخلاقية تمس كل مواطن وكل بيت في سورية، كما تمس الدولة الوطنية السورية بكل مكوناتها وأبعادها، لذلك لابد من حلها ووضع حد لها رغم كل الصعوبات والمعوقات التي توضع في الطريق، وهذا يساهم باستقرار سورية واستقرار مواطنيها وعودتها أفضل مما كانت عليه قبل الحرب.