الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
في الوقت المتبقي من عمر إدارة ترامب ، يحاول المتطرفون الجدد في هذه الإدارة ، وعلى رأسهم البلطجي مايك بومبيو استغلال كل لحظة متبقية لضخ المزيد من الدعم للكيان الصهيوني الغاصب ، والدفع باتجاه شرعنة كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ، والعمل على تسريع وتيرة “صفقة القرن” للإجهاز على ما تبقى من حقوق مشروعة للفلسطينيين ، في أرضهم وممتلكاتهم وسيادتهم ، تمهيداً لشطب القضية الفلسطينية ، وتصفية الوجود الفلسطيني على أرضه التاريخية ، وهو ما تجلى واضحاً من خلال الخطوة العدوانية السافرة التي أقدم عليها بومبيو اليوم ، عبر زيارته لعدد من المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية ، كإجراء غير مسبوق في تحدي قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن عام 2016 ، والذي يعتبر المستوطنات غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي .
كما يأتي إعلان بومبيو الوقح عن نيته التسلل إلى الجولان السوري المحتل ، ليثبت بذلك مدى الشراكة الفعلية مع الكيان الصهيوني في الاحتلال والعدوان ، ورغم أن زيارة أي مسؤول أميركي لأرض يحتلها العدو الصهيوني لن تغير من وضعيتها القانونية ، إلا أن ذلك يشير إلى مدى الاستهتار الأميركي بقوانين الشرعية الدولية ، الأمر الذي يستدعي وجوب تحمل مجلس الأمن الدولي والمنظمات الأممية مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والسياسية في هذا الشأن .
الخطوات الأميركية العدوانية لم تقف فقط عند حدود زيارة البلطجي بومبيو للمستوطنات ، بهدف شرعنتها وفرضها كأمر واقع ، وإنما وضعه لحركة مقاطعة البضائع الصهيونية (BDS) في قائمة الحركات المعادية ، ومعاقبة كل من يرتبط معها في نصرة قضية الشعب الفلسطيني ، لاسيما وأن هذه الحركة الحقوقية يقودها أوسع تحالف فلسطيني ، وتناضل من أجل الحرية والعدالة والمساواة للشعب الفلسطيني ، وقد اعتبرت الحركة في ردها على الإجراء الأميركي العدواني ضدها أن تحالف ترامب – نتنياهو “المتطرف في عنصريته وعدائه للشعب الفلسطيني” يهدف لقمع وإسكات الدعوات والتحركات المناصرة للحقوق الفلسطينية بموجب القانون الدولي” ، وأكدت أنها ستقاوم هذه البلطجة من قبل الإدارة الأمريكية ، والهادفة لمحاولة ترهيب المدافعين عن حقوق الإنسان ، بغية فرض نظام الاستعمار – الاستيطاني والاحتلال والأبارتهايد الصهيوني .
زيارة بومبيو للمستوطنات لا شك أنها عدوان سافر على الشعب الفلسطيني ، وضوء أخضر جديد للكيان الصهيوني كي يتمادى بجرائمه ، ويرفع أكثر من وتيرة الاستيطان على حساب أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم ، ولكن مهما تمادت هذه الإدارة وغيرها من الإدارات اللاحقة في دعمها للكيان الغاصب ، فإنها لن تستطيع إضفاء أي شرعية للمحتل الصهيوني ، فهذا المحتل لا بد زائل ، والأرض ستبقى لأصحابها الحقيقيين