الثورة أون لاين – بيداء قطليش:
في الوقت الذي لا تزال منطقة شرق المتوسط محل أطماع النظام التركي ، وتشهد توتراً كبيراً بين أثينا وأنقرة ، منذ إرسال أردوغان سفينة أبحاث إلى هناك للتنقيب عن الغاز والنفط ، فإن الاستفزازات التركية لا تترك خياراً للدول الأوروبية التي تتوعد بفرض عقوبات على تركيا ، إلا أن ذلك الوعيد لم يقترن بعد بإجراءات رادعة بسبب الانقسام الأوروبي بين مؤيد لفكرة العقوبات ومعارض لها .
وفي رد جديد على الاستفزازات التركية المتواصلة لم يستبعد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ، أن يقوم قادة دول الاتحاد الأوروبي خلالها قمتهم الشهر القادم ، بمناقشة فرض عقوبات ضد أنقرة بسبب تصرفاتها في شرق البحر الأبيض المتوسط .
وقبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عبر الفيديو اليوم قال ماس : “في كل مرة ، للأسف ، هناك استفزازات جديدة على أيدي تركيا ، إذا لم تظهر إشارات إيجابية من قبلها بحلول شهر كانون الأول القادم ، وإذا قامت باستفزازات أخرى مثل زيارة أردوغان إلى شمال قبرص ، فستكون هناك مناقشات صعبة للغاية (في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في الشهر القادم)”.
وأضاف ماس بالقول : إن محاولات حل النزاع بين تركيا واليونان مع قبرص ، لم تسفر حتى الآن عن النتائج التي تأمل بها أوروبا ، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي أثار قضية فرض عقوبات على أنقرة في وقت سابق ، ولمح إلى أن قبرص واليونان أثارتا هذه القضية هذا العام في إطار المناقشات الأوروبية .
ودعا ماس النظام التركي إلى وقف استفزازاته شرق المتوسط ، وقال : على تركيا الكف عن استفزازاتها إذا أرادت تجنب مزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي التي يمكن أن تناقش وتقر في قمة الاتحاد المقررة في كانون الأول المقبل .
هذا وتواصل تركيا استفزازاتها في تلك المنطقة ، وسط تخوفات دولية من اندلاع شرارة الحرب مع اليونان ، وكذلك وسط تحذيرات أوروبية وأمريكية لنظام أردوغان من مغبة الاستمرار في عمليات التنقيب غير القانونية .
وفي ظل حالة الانقسام بين الدول الأوروبية ، هل يمكن للاتحاد الأوروبي تنفيذ تهديداته بفرض عقوبات صارمة على أنقرة لردع استفزازاتها وتعدياتها في المتوسط ، لاسيما وأن فرض مثل هذه العقوبات تحتاج إلى إجماع من كل الدول الأعضاء في الاتحاد ؟ ، هذا ما ستكشفه الأيام القادمة