الثورة أون لاين – سامر البوظة:
مع نفاذ الوقت ، واقتراب موعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي ، لا يزال الغموض يلف مصير المملكة المتحدة في حال لم تتمكن من إبرام صفقة مع بروكسل خلال الأيام القليلة المتبقية تحدد صيغة للتعاون المستقبلي فيما بينهما لمرحلة ما بعد “بريكست” ، وما لذلك من انعكاسات على اقتصادات الطرفين التي تعاني منها جراء أزمة كورونا .
وفي إطار سعيها لتحديد معالم دورها على المسرح العالمي بعد خروجها من التكتل الأوروبي ، أعلنت بريطانيا أنها تنوي تنفيذ أكبر استثمار في قواتها المسلحة منذ نهاية الحرب الباردة .
ويريد رئيس الوزراء بوريس جونسون رسم دور لبريطانيا كإحدى القوى الرئيسية في عصر ما بعد التعاون العالمي والتجارة الحرة التي يدعمها جيش حديث يمتلك أحدث العتاد والقدرات الإلكترونية .
وفي كلمة سيلقيها أمام البرلمان في وقت لاحق اليوم الخميس ، لتحديد الخطوط العامة لما توصلت إليه أكبر مراجعة للسياسة الخارجية والدفاع منذ ثلاثة عقود ، سيعلن جونسون تخصيص 16.5 مليار جنيه استرليني (22 مليار دولار) إضافية للجيش خلال السنوات الأربع المقبلة .
وتقل الميزانية الدفاعية قليلاً الآن عن 42 مليار جنيه استرليني سنوياً ، وفقاً لوكالة “رويترز”.
وفي وقت اشتد فيه الغموض الذي يكتنف الأوضاع على مستوى العالم ، أثيرت الشكوك حول دور بريطانيا ونفوذها العالمي بسبب صعود نجم الصين ، وذلك بعد أربع سنوات اتبع فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهجاً غير تقليدي في الدبلوماسية الدولية ، لاسيما بعد الاستفتاء الذي قرر فيه البريطانيون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي .
وقالت الحكومة البريطانية ، إن زيادة الإنفاق العسكري ستعزز مركز بريطانيا باعتبارها صاحبة أكبر إنفاق دفاعي في أوروبا ، وثاني أكبر إنفاق في حلف شمال الأطلسي وسيسمح بزيادة الاستثمار في مجالات مثل الإنترنت والفضاء .
ورغم طموح بريطانيا لأخذ نهج مستقل، إلا أنها تثبت يوماً بعد يوم مدى ارتباطها الوثيق وارتهانها للقرار الأميركي ، وتؤكد مرة جديدة أنها لا تستطيع السير منفردة أو التصرف باستقلالية بعيداً عن واشنطن .
وفي هذا السياق ، وعلى غرار الولايات المتحدة ، أعلن وزير الحرب البريطاني بين والاس ، أن المملكة المتحدة من المرجح أن تخفض مستوى تواجدها العسكري في أفغانستان .
وقال والاس اليوم الخميس ، في حوار مع قناة “سكاي نيوز” : أتوقع أنه إذا خفضت الولايات المتحدة تعداد قواتها في أفغانستان في مرحلة ما فإننا سنخفض أيضاً .
وأشار والاس إلى محدودية قدرة المملكة المتحدة على التصرف بشكل مستقل عن الولايات المتحدة في أفغانستان وبعض مناطق النزاعات الأخرى ، مضيفاً أن مراجعة الإنفاق الجديدة المتفق عليها بين وزارتي الدفاع والمالية البريطانيتين ستزيد من قدرات البلاد في هذا المجال مستقبلاً