الثورة أون لاين – ترجمة ليندا سكوتي:
ذكر تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن كبار المسؤولين وجهوا النصح لترامب بعدم توجيه ضربات لمواقع إيرانية ، محذرين إياه من مغبة نشوب نزاع واسع النطاق ، ونوَّه التقرير إلى أن الرئيس قد لا يتخلى عن فكرة قصف إيران أو حلفائها في المنطقة .
وفي ذات اليوم الذي تسلم به كريستوفر ميلر وزارة الدفاع صرح بأن الولايات المتحدة ستخفض عدد قواتها العسكرية في أفغانستان والعراق إلى 2500 جندي في كل دولة ، ضارباً صفحاً عما قد ينجم من عقابيل لهذا الانسحاب المفاجئ من أفغانستان ، وما سيسببه من عرقلة لمحادثات السلام بين الحكومة الأفغانية و”طالبان” ، وذلك من خلال إعطاء الثقة للمتمردين بإمكانية تحقيقهم الفوز دون إبرام اتفاق .
وفي هذا السياق ذكر تقرير المفتش العام بوزارة الدفاع أنه من غير الواضح ما إذا كانت “طالبان” قد انتهكت الصفقة التي سبق وأن أبرمتها مع الولايات المتحدة في شهر شباط المنصرم .
أثار إعلان الانسحاب الذي يبدو أنه لم يتم بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة في أفغانستان ، حفيظة الأمين العام للناتو جين ستولتنبيرغ الذي عادة ما يتجنب توجيه النقد للدول الأعضاء ولاسيما الدول الأكثر قوة ، وقد حذر من تحول أفغانستان مرة أخرى إلى منصة للإرهابيين الدوليين في حال الانسحاب السريع مصرحاً : “ربما يكون ثمن الخروج السريع أو غير المنسق باهظاً جداً.
والجدير بالذكر أن تلك التطورات جاءت بعد إقالة ترامب لمارك أسبر الذي عبَّر عن رفضه للانسحاب السريع من أفغانستان ، وتنصيب موالين في البنتاغون ووكالة الأمن القومي ممن يؤيدون اتخاذ إجراءات معادية ضد إيران أو يدعمون فكرة الخروج السريع من أفغانستان .
وأصدر ميلر رسالة إلى فريق البنتاغون محذراً من مخالفة الأوامر الجديدة الصادرة عن القيادة قائلاً : “على كل شخص تأدية عمله ، وصب اهتمامه على المهمة الموكلة إليه” ، وصرح أن هدفه الأول يتمثل في : ” إنهاء الحرب الحالية بما يضمن الأمن لمواطنينا “، علما أن ميلر لم يحدد المقصود بعبارة “الحرب الحالية”، إلا أننا نعتقد أنه يشير في ذلك إلى الوجود العسكري في أفغانستان والعراق .
علاوة على ما ذكر آنفا ، يؤيد وكيل وزير الدفاع للاستخبارات والأمن عزرا كوهين واتنيك الذي عُين في البنتاغون بذات وقت تعيين ميلر تغيير النظام في إيران ، واتخاذ إجراءات معادية ضد حلفاء إيران ، ومن اللافت أن تلك الاضطرابات في السياسة الخارجية والدفاعية قد جاءت إثر رفض ترامب القبول بهزيمته الانتخابية ، ومنعه فريق جو بايدن المقبل من تلقي الإحاطات الاستخباراتية والسياسية.
يرى مسؤولون سابقون أن ترامب على علم أنه سيضطر إلى الرحيل في نهاية المطاف وبإمكانية ترشحه إلى الرئاسة عام 2024 ، لذلك فهو يسعى إلى إنجاز الوعود كافة التي سبق وأن قطعها ، ما قد يمكنه من الفوز بإدارة جديدة بعد خسارته في الانتخابات الأخيرة .
وفي هذا السياق صرَّح مسؤول سابق في البيت الأبيض أن ثمة فصائل ترى أن أمام إدارة ترامب في الأسابيع المقبلة قبل تسلم بايدن فرصة أخيرة لتحقيق أهدافها ، وأحد تلك الفصائل يشارك ترامب في مسألة التركيز على تغيير النظام الإيراني ، الأمر الذي بدا جلياً في محاولة نسف الاتفاق النووي المبرم عام 2015 أو ما يسمى خطة العمل الشاملة المشتركة ، التي بموجبها جرى تخفيف العقوبات عن إيران مقابل القبول بالشروط المتعلقة ببرنامجها النووي .
ولكن حتى الآن ، أخفقت الجهود كافة في إجهاض تلك الاتفاقية ، وواصلت إيران وأطراف أخرى في الاتفاق النووي التعبير عن الالتزام به رغم زيادة طهران إنتاجها من اليورانيوم منخفض التخصيب بما يتجاوز حدود خطة العمل الشاملة المشتركة رداً على العقوبات الأميركية ، وعلاوة على ذلك ، تخطط وزارة الخارجية التي يرأسها مايك بومبيو إضافة مزيد من العقوبات في كل أسبوع من الأسابيع المتبقية في الرئاسة في محاولة منها لإحداث انهيار للاتفاق كي يتعذر على الأطراف المعنية الرجوع إليه