الثورة أون لاين:
تحولت مشكلة التشرد في القارة العجوز إلى أزمة حقيقية يتخبط الاتحاد الأوروبي في مسعى للتوصل إلى حل جذري لها بعد أن تفاقمت على نحو متزايد في السنوات الأخيرة واتخذت منحى كارثياً مع تفشي فيروس كورونا في أنحاء أوروبا ودخول اقتصادات عدد من الدول في حالة ركود حاد.
عدد المشردين الذين ينامون في العراء بشوارع أوروبا وفق الإحصاءات الرسمية يتجاوز الـ 700 ألف شخص في زيادة قدرها وفق البرلمان الأوروبي 70 بالمئة على مدى السنوات العشر الماضية وقد أضافت الأزمة الناتجة عن تفشي فيروس كورونا بشقيها الصحي والاقتصادي بعداً كارثياً على من ليس له مأوى وعرضتهم إلى خطر إضافي.
وفي مسعى للتعامل مع هذه الأزمة التي تتخذ منحى تصاعدياً ولا سيما مع الركود الاقتصادي الذي تشهده دول أوروبية كثيرة على خلفية فيروس كورونا وفقدان الوظائف الذي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات التشرد حاول البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء الماضي التحرك لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة عبر إصداره قراراً تم تبنيه بأغلبية 647 صوتاً أكد فيه على الظروف المعيشية “غير المستقرة لأكثر من 700 ألف شخص يواجهون التشرد كل ليلة في أوروبا” مشيراً إلى أن السكن حق أساسي من حقوق الإنسان وداعياً المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الوقت ذاته إلى إنهاء حالات التشرد التي يعاني منها الأفراد على المستوى الأوروبي بحلول عام 2030.
ومن بين التوصيات التي أقرها البرلمان الأوروبي توفير المساواة في الوصول إلى الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية ودعم دمج الأشخاص المشردين في سوق العمل من خلال برامج التوظيف والتدريب والخطط المخصصة وتوفير الوصول المستمر إلى ملاجئ الطوارئ كملاذ أخير.
وتضاهي مشكلة التشرد في أوروبا الأزمة ذاتها في الولايات المتحدة وقد اجتاح الركود الاقتصادي القارة العجوز بأكملها جراء تفشي فيروس كورونا وارتفعت معدلات البطالة على نحو غير مسبوق مع خسارة مزيد من الأعمال جراء الإغلاقات العامة فيما توقع خبراء في مجال الاقتصاد أن تؤدي هذه الجائحة إلى تفكك الاتحاد الأوروبي ما لم يصدر الأخير سندات دائمة لمساعدة الأعضاء الضعيفة فيه.