في ذكرى جريمة سلخ لواء اسكندرون.. السوريون أكثر تصميماً على استعادته

الثورة أون لاين – رامز محفوظ:

لن تستطيع السنوات الـ 81 التي مضت على سلخ لواء اسكندرون عن الوطن الأم سورية شطبه من ذاكرة وأذهان ووجدان السوريين عامة، حيث قام الانتداب الفرنسي آنذاك بتقديمه كرشوة لأجداد السفاح أردوغان العثمانيين، فالنهج الاحتلالي والتخريبي الذي كرسه أجداد أردوغان العثمانيون من خلال قيامهم بسلخ اللواء عن حضن الوطن الأم سورية، يتجدد ويظهر بوضوح اليوم من خلال العدوان التركي المتواصل على الأراضي السورية في سياق الحرب الإرهابية التي كشف خلالها العثمانيون الجدد بزعامة أردوغان عن وجههم القبيح، فضخ هذا النظام الإخواني مئات آلاف الإرهابيين إلى الأرض السورية وقدّم كافة أشكال الدعم لهم من أجل تمهيد الطريق لهذا النظام المأزوم بهدف احتلال مناطق في الشمال السوري وتكرير نفس نسخة وتجربة الإجرام والبلطجة التي مارسها أجداده منذ 81 عاماً.
ومن سار على نهج العثمانيين لتبرير احتلال لواء اسكندرون يتوهم اليوم بأنه يستطيع تحقيق أحلام أجداده وتوسيع دائرة أطماع دولته من خلال قيامه بالاعتداء على الأرض السورية مستغلاً حفنة من المرتزقة الذين خانوا أرضهم وعرضهم، ليقاتلوا معه بمسمّيات عديدة، فهو سيهزم كما هزم أسلافه الذين تلقوا الصفعة تلو الأخرى ويتلقونها اليوم على يد الجيش العربي السوري المصمم على استعادة كافة الأراضي السورية من براثن الإرهاب التكفيري، فهذا الجيش البطل أعطى العالم برمته خلال سنوات الحرب بأكملها دروساً في البطولة والفداء.
ورغم العقود التي مضت على جريمة سلخ لواء اسكندرون، ما زالت تلك الذكرى المشؤومة، ماثلة في وجدان السوريين المتمسكين باستعادة حقوقهم واسترداد كل شبر من تراب أرضهم، وتطهير الأرض من رجس الإرهاب التكفيري المدعوم من أردوغان اليوم، والتمسك بكل ذرة من تراب أرضهم والاستمرار بمواجهة أطماع العثمانيين القدامى والجدد، منطلقين من مبدأ ثابت يرتكز على أن لواء اسكندرون أرض عربية سورية لا بد أن تعود إلى الحضن السوري شاء من شاء وأبى من أبى.
هذا وكان قد خضع اللواء للاحتلال الفرنسي كباقي الأراضي السورية بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، حيث أقرّت الدولة التركية الحديثة التي قامت بعد إلغاء “الخلافة” بعروبة اللواء في معاهدة سيفر الموقعة في 10 آب عام 1920 مع قوات الحلفاء.
وواصلت فرنسا وبريطانيا بعد احتلالهما لسورية الطبيعية رسم حدوده وفق متغيرات تلك المرحلة ومن بينها الحدود الشمالية لسورية حيث سلم المحتل الفرنسي الأقاليم السورية الشمالية إلى تركيا في اتفاقية لوزان المشؤومة عام 1923 بينما بقي لواء اسكندرون محافظة سورية كبقية المحافظات التي شاركت في التظاهرات ضد المحتل الفرنسي عام 1936 وانتهت باتفاق بين سورية وفرنسا في 9 أيلول من العام ذاته على منح سورية الاستقلال بما فيها اللواء السليب ودخولها عصبة الأمم.
ورفضت تركيا إبقاء اللواء تحت سيطرة الدولة السورية وطالبت بتحويله إلى دولة مستقلة ورفعت القضية إلى عصبة الأمم بالتعاون مع فرنسا التي خالفت صك الانتداب الذي يمنع الدولة المنتدبة من التنازل عن أي جزء من الأراضي المنتدبة عليها، فقامت عصبة الأمم بإرسال مراقبين دوليين إلى اللواء وعادوا إلى جنيف بانطباع أن الغالبية العظمى تعارض ضمه إلى تركيا.
ومع تصاعد التهديد الألماني النازي في القارة الأوروبية آنذاك اتفقت فرنسا وتركيا في 24 كانون الثاني عام 1937 على جعل اللواء منطقة مستقلة ذاتياً في نطاق الوحدة السورية فشكلت عصبة الأمم لجنة خبراء أعدت نظاماً عاماً وقانوناً أساسياً للواء وحددت يوم 29 تشرين الثاني 1937 موعداً لبدء تنفيذهما.
وأعلنت تركيا وفرنسا أمام مجلس عصبة الأمم قبولهما بالتسوية الجديدة كحل نهائي لوضع لواء اسكندرون وفي كانون الأول عام 1937 وضع قانون الانتخابات ولكن محاولات التزوير التركية أفشلت إجراءها فاحتجت اللجنة الدولية المكلفة المراقبة على ذلك وأرسلت في 13 حزيران عام 1938 برقية إلى مجلس عصبة الأمم أبلغته فيها بأعمال الضغط التي مارستها السلطة التركية وهو ما دفع فرنسا وتركيا إلى قطع علاقاتهما باللجنة والمطالبة باستدعائها.
واتفقت فرنسا وتركيا في 23 حزيران عام 1938 على إدخال 2500 جندي تركي إلى اللواء تحت ذريعة المشاركة في حفظ الأمن، وفي 29 حزيران عام 1938 غادرت اللجنة الدولية اللواء إلى لبنان وأعدت تقريرها النهائي الذي أظهر تفوق العرب عددياً على الأتراك ورفعته إلى السكرتير العام لعصبة الأمم في 30 تموز 1938، وشكلت فرنسا وتركيا في 18 تموز عام 1938 لجنة مشتركة للإشراف على الانتخابات بعد طرد اللجنة الدولية، ولكن العرب قاطعوها ففازت القوائم التركية بالتزكية، وفي الثاني من أيلول عام 1938 عقد مجلس اللواء المزور جلسته الأولى وانتخب رئيساً وشكل وزارة من الأتراك لتبدأ مرحلة تتريك طالت كل شيء بدءاً من اسمه الذي أصبح هاتاي وإلغاء التعليم باللغة العربية وت
بني الليرة التركية كعملة رسمية بما يخالف النظام الذي وضعته عصبة الأمم.
وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية في الأول من أيلول عام 1939 استغلت تركيا تفكك عصبة الأمم وانشغال العالم بالحرب وأعلنت ضم اللواء نهائياً إليها في خطوة لم تعترف بها عصبة الأمم ولا خليفتها منظمة الأمم المتحدة بما يعني أن اللواء من وجهة النظر الدولية منطقة مستقلة تتبع لسورية في شؤونها الخارجية وترتبط معها في العملة والجمارك والبريد.
وتعرض السوريون في لواء اسكندرون بعد ذلك لحملات تضييق استمرت عشرات السنين من قبل الأنظمة التركية المتعاقبة وتسببت في تهجير الكثير منهم بالتوازي مع نقل المحتل التركي آلاف الأتراك وتوطينهم في اللواء بهدف تغيير هويته السورية.
ويقع لواء اسكندرون شمال غربي سورية ويطل على البحر المتوسط ممتداً على مساحة 4800 كم مربع ويسكنه اليوم أكثر من مليون ونصف المليون نسمة ومن أهم مدنه اسكندرون وأنطاكية والسويدية وأرسو والريحانية وباياس.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة