الملحق الثقافي:مادلين عيسى:
أول ما يسمع أحدنا بالرسم الرقمي، تتقدم إلى ذهنه فوراً، صورة الحاسب الإلكتروني. هذا صحيح. إنه الفن الذي يتم تنفيذه من خلال التكنولوجيا الرقمية، وهو فنٌّ يتطور كل يوم بتطور التكنولوجيا، حتى وصل اليوم إلى مستوى مبهر من خلال بناء عوالم خيالية مذهلة، تضاهي عالم الواقع من حيث الدقة وكثرة التفاصيل خاصة في الأفلام.
إنه فنٌّ حديث.. بدأ في السبعينيات، ومع ظهور الأجهزة الإلكترونية، وقد تعددت أنواعه حسب الاستخدام المرجو منه، فمنه ثنائي الأبعاد وثلاثي الأبعاد، بالإضافة إلى الرسم الحاسوبي والفن التجريدي.. أيضاً، فن التلاعب بالصور.. “رسم البورتريه” وغيره الكثير، وقد برع الكثير من الفنانين حول العالم في هذا الفن…
يسألُ كثرٌ: كيف تصبح فناناً رقمياً؟.. حتماً، يحتاج هذا الرسم إلى حاسب أو جوال أو أي بادٍ خاص بالرسم، بالإضافة إلى قلمٍ خاص بالرسم مع تابلت وبالطبع البرنامج أو التطبيق، وقد تنوعت البرامج والتطبيقات الخاصة بهذا الفن وأصبحت متطورة بشكلٍ يرضي غرور أي فنان، من حيث تأثير الفرشاة وما تهبه للفنانِ من إحساس، وسواء بالألوان المائية أو الاكرليك، أو حتى الألوان الخشبية..
لقد وفرت هذه التقنية للرسام، عالماً مثالياً وأنيقاً مختلفاً عن عالم الرسم التقليدي، فهو هنا لا يخاف إن أخطأ، لأن بإمكانه التعديل دون أن يقلق من أن تسوء حاله اللوحة نتيجة المحي والتعديل، فالنظافة والدقة أمر بديهي مع هذا الفن، كذلك السرعة في الإنجاز وإبداع أجمل اللوحات، دون الحاجة إلى ملء المكان بلطخ الألوان و بقايا المحي..
وفرت هذه التقنية أيضاً، إمكانية استخدام عناصر أي لوحة في لوحات أخرى، مما يجعل الخيال والابتكار لا حدود له..
ومن مزايا الفن الرقمي، إمكانية نسخ اللوحة وطباعتها بسهولة وبكبسة زر، وبتكلفة أقل من إعادة إنتاج الأعمال التقليدية، ويمكن مشاركة هذا اللوحات بسهولة عبر “النت” الذي يمكِّن أي إنسان أعجبته اللوحة، من اقتنائها، كما يوفر للفنان القدرة على حفظ لوحاته الكترونياً، دون الخوف من ضياعها أو تعرضها للتلف..
إن البرامج الخاصة بهذا الفن أصبحت منتشرة على مواقع عديدة ،ومنها ما يكون مجانياً متاحاً للجميع، وهناك شرح مفصل لاستخدام هذه البرامج بالتفصيل، وما على الفنان سوى اختيار البرمجيات التي تناسبه وتخدم تطلعاته..
أما عن أهم برامج وتطبيقات الرسم الرقمي، فقد أصبحت كثيرة ومتنوعة حسب الفن المنتج، لكن أهمها على الإطلاق هو الفوتوشوب Adobe photoshop.. الذي يمكن استخدامه في الأجهزة العاملة بنظام الويندوزwindows والآي أو إس ios.. وقد كان هذا التطبيق لفترة طويلة، رائداً في تقديم خدمات الرسم الرقمي والتصميم. لكن، ظهرت اليوم التطبيقات التي أثبتت جدارتها في منافسة الفوتوشوب، وتوفير أحدث الأدوات الخاصة بخدمات الرسم.
نذكر من هذه التطبيقات. ميديا بانغ برو MediBangPro وتطبيق كليب استديو ClipStudio.. أيضاً، مانغا استديو Manga Dtudio وغيرها أيضاً، لكن هذه أشهرها..
لاشك أن تنوع التطبيقات وتطورها، قد وفر للفنان مجالاً أكبر للإبداع، ولكن هذا لا يعني أن بإمكانها أن ترسم عنه.. لايعني ذلك إطلاقاً، فالفنان يرسم بيده، والنتيجة تظهر إلكترونياً بمساعدة هذه التطبيقات..
نعم أوجدت هذه البرمجيات الفضاء الذي يحلم به أي فنان.. لكن، أصبح بالمقابل لزاماً عليه أن يتميز ويسعى لتطوير نفسه دائماً، إذ ان المنافسة أصبحت في فضاء شاسع، بعد أن اقترب النت من إمكانيه متابعة كل أعمال الفنانين من كل بقاع العالم، وحتى تظهر يجب أن تجتهد وتتميز ليلمع نجمك بين النجوم، ومهما حققت لنا التكنولوجيا من إمكانيات فاقت الخيال، يبقى الإنسان هو الأساس، فالمصمم الرقمي هو ذلك الفنان الموهوب الذي يجيد استخدام برامج الرسم ومعالجة الصور وتوظيفها بشكل صحيح، بحيث تخدم فكرته وترتقي بإبداعه.
التاريخ: الثلاثاء1-12-2020
رقم العدد :1022