الثورة أون لاين – رويدة سليمان:
الشعور بالذات والتقدير الاجتماعي والولاء والانتماء الوطني، والسرور، شعور داخلي كنا نحس به بغبطة وارتياح في معسكرات الطلائع والشبيبة، خلال قيامنا بحملات تطوعية كتنظيف شوارع الحي أو التشجير، وبفرح وحب كنا نبذل ما بوسعنا للقيام بهذه الأعمال على الوجه الأمثل.
ربما لم يتبلور وقتها مفهوم العمل التطوعي في أذهاننا كما هو اليوم حيث أدركنا اتساع هذا المفهوم ليشمل بالإضافة إلى العمل التطوعي الفردي، ومؤسسات تطوعية أو خيرية.
أيضاً المشاركة الفاعلة في خطط الدولة الاقتصادية والاجتماعية، ويكون هذا العمل بالجهد أو الوقت أو المال، استجابة لنداء أو لموقف أو بدافع داخلي لتحمل المسؤولية ويسقط مفهوم العمل التطوعي عن الأعمال التي يركز أصحابها الأضواء عليها لأهداف شخصية منفعية ودعائية.
وأكثر ما تظهر فوائد العمل التطوعي وثماره في أيام الأزمات حيث تزيد أواصر الألفة والترابط بين أفراد المجتمع وتعزز التماسك بينهم وتمنحهم القدرة لمواجهة وتحدي أي خطر يهدد حياتهم إضافة إلى أنه رديف مهم للجهود الحكومية لمعرفة احتياجات أفراد المجتمع والفجوات الموجودة في نظام الخدمات وتقليل حجم المشكلات الاجتماعية.
ونحن نتحدث عن العمل التطوعي لا يمكن أن نغفل ذاك الحراك الشبابي طيلة الحرب العدوانية على بلدنا فكانت هناك مبادرات نبيلة اتسمت بالمسؤولية واشتملت على معان إنسانية ووطنية أكدت وفاء الشباب لوطنهم.
حملات أكبر من أن يحيطها وصف أو يختصرها تعداد، في مجال التوعية الصحية وحملات التبرع بالدم والحملات الداعمة لأسر الشهداء وجرحى الحرب، ومع كل تصعيد مارسه المتآمرون كان هناك رد شبابي بمبادرات تعزز صمودنا وتحدينا وتشد من أزرنا للتصدي لكل المحاولات التضليلية والانسياق وراء شائعات هدفها زعزعة استقرار الأسرة السورية ونشر الذعر بين أفراد المجتمع.
التطوع… عطاء متجدد يجب أن نكرس ثقافته في المدارس والجامعات، وللأسرة الدور الأكبر والأهم ويكون ذلك بتربية الأولاد على قيم التعاون والكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف.
شكراً.. للأيادي البيضاء.. لقناديل العطاء التي تنير تفاصيل حياتنا بروح البذل عن طيب خاطر لإسعاد الآخر.