الملحق الثقافي:علي بهاء معلا :
الفن التشكيلي، فنٌّ بصري يصور الجمال عبر رسومات ونقوش أو منحوتات تتطلب تقنية ومهارات عالية في صناعتها التي تبرع في تقديمها، المواهب البشرية.
الهدف الرئيسي من هذا الفن، إبراز الجمال وطرح الأفكار النابعة من داخل الفنان الذي يعالج قضايا المرحلة ويوثّقها ويطرحها للمتلقي، عبر جميع الفنون سواء تشكيلية أو موسيقية أو غير ذلك من الفنون التي تدلّ على حضارة الشعوب وثقافتها، وتدوّن مراحل تاريخها.
من خلال ما سبق، يبرز دور الفنان في هذا الزمن. زمن الحرب والمعاناة والحصار والموت البشري والأخلاقي والروحي. يظهر دوره في مواجهة كلّ هذا، وعبر إحياء الفنون التي عليه أن يوثق بها، ما يلعب الدور الذي لعبته لوحة “جيرنكا” التي تعتبر من أهم وأشهر لوحات الفنان العالمي “بيكاسو” ولأنه وثّق بها، القصف الألماني الذي استهدف قريته التي عنون بها لوحته.
حتماً، لا يستهان بالفن السوري الذي صوّر للعالم كلّه، ووثق للعالم كلّه، وواجه العالم كلّه، بفنونٍ تؤكد أن سورية هي وطن الحضارة والفنون والإبداعات ..
في هذه المرحلة، كانت لي عدة منحوتات وثّقت بها ما يؤكّد أصالة الفن السوري، وقدرته على الحياة ومواجهة كل الأزمات التي مرّت بها سوريتي.
جسّدت ووثّقت، ما أعتبره أهم لوحاتي. تمثال أم الشهداء، وتمثال ضحايا الإرهاب، وتمثال تشييع شهيد، وآخر لزنوبيا ملكة تدمر.
أيضاً، عملت على توثيق السفن الفينيقية بمجسمات صغيرة تُظهر تاريخنا السوري. التاريخ الذي سعى الإرهاب الأعمى، لطمس أنواره وتدمير تراثه وآثاره، وليس في مدينة زنوبيا فحسب، بل في جميع أنحاء الوطن الذي ستبقى شعلة الحضارة تنبثق من أغواره.
التاريخ: الثلاثاء8-12-2020
رقم العدد :1023