الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
العالم الالكتروني بوسائله الاتصالية وألعابه وخصوصيته بات مسيطراً على عقول الناس، إذ أخذهم إلى عالمه عنوة، سرقهم من أنفسهم، وعوالمهم، من أسرهم، ومن أعمالهم أحياناً، وذلك لما يحمله من جاذبية وسطوة وفضاءات مختلفة جديدة وعﻻقاتها وتفاصيلها المبهرة، عالم لم نكن لنعرفه، وهو دخيل على حياتنا، وقد سحر الجميع بعالمه ومفرداته، حيث أثر العالم الالكتروني ذاك على العﻻقات الاجتماعية والأسرية بأجوائه الجديدى وفي اتجاهات عدة، فكيف هو تأثيره على عالم الطفولة، إنه أشد إيﻻماً وأبشع تأثيراً، وأكثر قسوة كنتيجة، فذاك الطفل يشبه عجينة غضة، يمكن قولبتها بأي شكل كان، وهنا تكمن الخطورة، والحقائق على أرض الواقع شواهد حية.. محاور عدة دارت ضمن هذا السياق فكانت الأرضية الدرامية وانطﻻقة للأحداث ضمن العرض المسرحي (أونﻻين) على صالة مسرح الخيام بدمشق، فكرة: (سالي نشواتي)، إعداد وإخراج (بسام ناصر) وبطولة مجموعة من النجوم السوريين منهم..(أندريه سكاف)( زهير البقاعي)( ميريانا حداد)( راكان تحسين بيك)( خالد زياد مولوي) (أحمد عيد) إنتاج شركة نتالي للإنتاج الفني… حول فكرة العرض وهي الأكثر راهنية والأكثر تاثيرا، على الطفل، تحدثت (سالي نشواتي) قائلة:
أنجزنا العمل (أونﻻين) على فكرة مبتكرة، خصوصاً أن العمل المسرحي موجه للطفل، وقد حاولنا البحث بجدية عن فكرة غير مطروقة في عالم مسرح الطفل، وبعيداً عن الأفكار، التي باتت معروفة لدى الأطفال، كالعروض التي تهتم بأنسنة الحيوانات، لتصبح ناطقة، أو العروض التي تهتم بالأساطير والحكايات العالمية المعروفة، لذلك أردنا كصناع عمل أن نناقش فكرة عصرية جديدة، تتماشى مع الواقع، الذي يعيشه الطفل، فالإنترنت أصبح من أساسات الحياة، ولا سيما عند الأطفال، الذين يحتاجون إلى اهتمام خاص من قبل الأهل والمجتمع، من أجل التعامل مع هذه الشبكة الافتراضية بشكل صحيح وغير مؤذ.
عملنا على طرح الفكرة بطريقة محببة ومضحكة، للطفل والعائلة.
عالج العمل مشكلة إدمان الأطفال بشكل مبالغ فيه على الألعاب المتوفرة إلكترونياً، وهذا ما يؤدي إلى أذى نفسي وجسدي، قد يودي بحياتهم أحياناً، والمسرحية لا تعمل على توعية الطفل وحسب، بل تركز على إرشاد الكبير والصغير، فالأهل غالباً ما يكونون، هم السبب الأول والرئيس بإدمان أطفالهم على الإنترنت نتيجة الإهمال واللامبالاة.
ففكرة العرض تتمحور حول طفل صغير، يُدمن بشكل مبالغ فيه على الإنترنت والألعاب الإلكترونية، إلى حد كبير ومؤثر، جعله لم يعد قادراً على التحكم بنفسه، أو حتى التوقف عنها، هذا ما يجعل أهله، يستدعون طبيباً نفسياً، لتبدأ رحلة العلاج الغريبة والممتعة في نفس الوقت.
أما الممثل زهير البقاعي تحدث عن العرض وأهمية الطرح لقضايا ترتبط بواقع الطفل ومشكﻻته فقال:
العمل يحكي عن الألعاب الالكترونية التي يدمن عليها بعض الأطفال، وهذه مشكلة واقعيه، ويعيشها الكثير من الأطفال بسبب انشغال الأهل، أما الطفل يستمر في اللعب بطريقة فوضوية، تسبب له المشاكل المختلفة والتي تبدأ وﻻ تنتهي، وبالفعل يمكن لهذا أن يوصله إلى الحاجة لطبيب للتخلص من تلك المشاكل، مثلما حصل وجسدها العرض، إذ يضطر الأهل أن يأتوا له بطبيب نفسي، والذي يساعده في الانتقال إلى الاستفادة من النت بطريقة صحيحة، وهنا وجهة نظر مهمة، تتلخص بلفت النظر إلى ضرورة استثمار هذه الوسيلة للفائدة، إضافة إلى المتعة التي حققها العرض باتباع أسلوب الاعتماد على الكوميديا والمواقف، التي تناسب الأطفال والعائلة بشكل يقدم المتعة والفائدة. والمطلوب منا كقائمين على العرض المسرحي تمثيﻻً وكتابة وإنتاجاً السعي لتحقيق هذه الشروط وهذا ما حاولنا العمل عليه جميعاً.