بين الوعود والانتظار.. المواطن في حلب يترقب الحصول على حصته من مازوت التدفئة وآلية توزيع باردة كطقس الشتاء

الثورة أون لاين – تحقيق جهاد اصطيف – حسن العجيلي:


كان من المتوقع أن ترى أزمة المازوت انفراجاً ولو جزئياً خلال الفترة الماضية حسب تصريحات المعنيين في أكثر من مناسبة، والمقصود هنا تأمين المادة للمواطنين قبل حلول فصل الشتاء، والسؤال المطروح هل حل أزمة المازوت يكون من خلال تأمين مخصصات إضافية.
كثرة الطباخين:
ففي حلب انخفضت الكمية إلى ١٠٠ ليتر في الوقت الذي لم يفلح فرع محروقات حلب بتأمين مادة المازوت لأغلب المواطنين، رغم الوعود المتكررة التي أطلقت على مدار الأشهر القليلة الماضية، ما يؤكد فشل المهمة والدليل أن نسبة توزيع المادة على الأهالي ضئيلة بحسب ما تم سبره من مخاتير الأحياء، ولكي نضع الأشياء في نصابها لا بد من أن نعترف أن الحكومة تحاول جاهدة تأمين المادة ولكن بقيت الأزمة تدور في حلقة مفرغة، ولأن الشيء بالشيء يذكر لا بد من الإقرار أن المخاتير ولجان الأحياء أو المجالس المحلية أو الجهات المشرفة أو حتى الرقابية أو أي جهة أخرى لم نعد ندري ما هي، تدخلت أو تتدخل في طبخة توزيع المادة لم تسهم في حل هذه المعضلة، ولكي لا ينطبق علينا المثل القائل (كثرة الطباخين تحرق الطبخة) ينبغي على جميع الجهات التي ذكرناها سابقاً أن تجد حلاً نافعاً قبل فوات الأوان ونعني هنا قبل انتهاء فصل الشتاء طبعاً!
التوزيع حسب الأولويات:
لا شك أن الأولوية الأساسية في الفترة الحالية أو السابقة كما يقول المعنيون هي توزيع المازوت للأفران والمشافي والمدارس والنقل والنظافة والاتصالات وغيرها، وقد تزامن ذلك مع النقص الحاصل في كميات المازوت الموردة إلى حلب، إلا أن الأهالي في حلب يقولون: إن الحلم الوحيد لأي أسرة في حلب تأمين كمية المازوت المقررة رغم اختصارها للنصف وإيجاد طريقة ناجعة للاستعجال بتوزيعها لكل مستحق بأسرع وقت ممكن!
تأمين المادة بطريقة ما:
ولمعرفة كيف استعد المواطن في حلب لهذا الشتاء استطلعت صحيفة “الثورة” آراء بعض المواطنين عن حالهم ومدى قدرتهم على تأمين هذه المادة.
يقول المحامي حسام: ” قد أستطيع تأمين المازوت أو غيره من مواد التدفئة بطرق باتت معروفة لأن الداخلي مرتفع نسبياً عن أصحاب الدخل المحدود، وإن كان بسعر مضاعف عدة مرات عن السعر المدعوم، ولو بصعوبة لأن الحكومة اتخذت إجراءات شديدة حيال تجارة المازوت لذلك نجده ولو بنطاق ضيق، والسؤال كيف لأصحاب الدخل المحدود أن يؤمنوا المازوت؟
ويقول فؤاد “موظف”: إن الكثير من الناس اتجهوا للتدفئة على الحطب منذ أعوام وأنا منهم، بالإضافة إلى الكهرباء والتي يعد توفرها شبه معدوم حالياً، ومع ذلك تحدث أزمة أكبر عند عودتها، حيث تتوجه كل المنازل إلى إشعال المدافئ الكهربائية في حال وجودها، بالإضافة إلى جميع الأجهزة الأخرى التي سيحاول المواطن استغلالها في المنزل.
سعر أسود:
فيما قال المواطن أحمد “عامل دهان”عن أزمة التدفئة: “استطعت تأمين بعض المازوت للمنزل وبسعر أعلى بخمسة أضعاف أو أكثر، لأنني مضطر لشرائه بأي سعر كان لانه لدي طفل رضيع، فإلى متى أستطع انتظار دوري في المازوت المدعوم عبر البطاقة الالكترونية؟ لذلك تجدني مضطراً لشراء المازوت من السوق السوداء، فالأمر لا يتعلق فيني لوحدي فأنا لدي عائلة وأغلبهم من الأطفال.
أما المواطن أيمن فيقول: “بسبب الكمية القليلة أضطر إلى التنويع في مصادر التدفئة بين الكهرباء تارة والمازوت تارة أخرى، وكذلك نشعل المدفأة التي تعمل على الغاز أحيانا أخرى، فيجب علينا أن نحقق التوازن بين جميع هذه الموارد لنصل إلى أفضل طريقة متاحة للتدفئة”.
عدة مصادر للتدفئة..!!
المواطنة فاطمة كغيرها تشكو من قلة الكميات المدعومة التي تمنح للمواطن، وتقول: لدي مدفأة تعمل على المازوت استطعت تعبئة ١٠٠ ليتر فقط عبر بطاقتي الالكترونية، كما نجحت بشراء مثلها من السوق السوداء، ولدي مدفأة تعمل على الغاز، في النهاية تستطرد فاطمة “لا يمكننا الاعتماد على مصدر واحد للتدفئة”.
وتتابع: ” المفترض أن نعتمد أكثر على المازوت كونه المادة التي تعطي حرارة أكبر، لكن المشكلة في توفر المادة والأهم موضوع تقسيم المخصصات إلى عدة دفعات لا بل وتخفيضها، الأمر الذي يجعلنا لفترات طويلة من دون وقود، حتى أنه في العام الماضي هناك من لم يستلم آخر قسم من مخصصاته”.
وتضيف فاطمة: “مخصصاتنا كانت ٢٠٠ ليتر وقد تكفي في حال استطعنا التوفيق بينها وبين المصادر الأخرى التي تحدثنا عنها سابقا فيجب أن يكون لدينا دائما خطة بديلة لتأمين إحدى المواد”.
وتتابع: “عانينا من هذا الأمر سابقا كثيراً ولكن ليس كما هو الحال في هذا العام فالمادة قليلة، والطلب عليها كبير حتى قبل بداية الشتاء بشكل فعلي، خصوصاً أن وضع الكهرباء من سيىء إلى أسوأ “.
المخاتير غير مرتاحين:

في المشهد الآخر ولدى حديثنا مع معظم مخاتير الأحياء بحلب والتي يبلغ عددها /117/ حياً بحسب المعنيين في مجلس المدينة، فقد أجمع أغلب المخاتير عن عدم رضاهم بالكمية التي استلموها حتى الآن لتوزيعها على الأسر، والدليل النسب التي سنوردها كأمثلة ليس إلا حتى منتصف الشهر الحالي.
محمد علولو مختار هنانو “الحي الأول” قال: لدي في الحي “٢٠٠٠ ” أسرة وزعت لأسر الشهداء والمصابين “٧٥” حصة وبقي عدة أسر لم تستلم بعد، فيما تم توزيع “١٥٠” حصة للمدنيين فقط.
أحمد محمد مختار هنانو الحي الثالث قال: في الحي نحو” ٢٥٠٠” أسرة وزعت نحو” ٨١” حصة لأسر الشهداء والمصابين و”٥٠” حصة للمدنيين.
أما عبد الله خضر مختار هنانو “الحي الثاني” فلديه “٣٥٠٠” أسرة وزع كما يقول نحو” ١٥٠” حصة لأسر الشهداء والمصابين فيما لم يوزع سوى “٢٠” حصة للمدنيين.
وكذلك الأمر بالنسبة للحيدرية “الحي الثاني” فلديه كما يقول أحمد الكياري مختار الحي “٢٢٠٠” أسرة وزع “٦٠” حصة كمية أسر الشهداء والمصابين ولم يستطع توزيع سوى “٥٠” حصة للمدنيين.
أما في الأحياء التي تضم عددا أكبر من الأسر ففي المارتيني يقول مختار الحي أحمد الشامي أن لديه نحو “٧٩٠٠” أسرة و وزع نحو “٢٣٧” منهم “٤٠”حصة لأسر الشهداء والمصابين .
فيما قال محمد عقاد مختار الحمدانية – الحي الرابع ومشروع ٦٠٦ أن لديه “٥٥٠٠” أسرة وزع “١٠٠” حصة لأسر الشهداء والمصابين و” ٧٥” للمدنيين.
ولم يختلف الأمر كثيرا في حي محمد البيك – بباب النيرب كما يقول المختار سعد الدين أحمد كريمش : لدي بالحي “٢١٢٥” أسرة وزع “٧٢” حصة لأسر الشهداء والمصابين و”٨٠” للمدنيين و يضيف : أن العام الماضي لم تستلم نحو “٨٠٠” أسرة مخصصاتها وما نأمله تغيير مركز الاستلام ” أوسطة وقضيماتي” بسبب الضغط الكبير عليه.
أما مختار الأشرفية دياب قاضي فقد قال : لدينا في الحي “٢٦٠٠٠” ألف أسرة وزعنا ” ٢٩٠ ” حصة فقط بمن فيهم أسر الشهداء والمصابين.
توزيع الأحياء على محطات الوقود :
عضو المكتب التنفيذي المختص في محافظة حلب سمير جعفر، بيّن أن توزيع المازوت يكون حسب الأولويات للقطاعات المختلفة، وفيما يتعلق بالمازوت المنزلي اكتفى بالحديث عن توزيع الأحياء على محطات الوقود في المحافظة، حيث تتوزع أحياء المدينة الـ /117/ على /24/ محطة وقود، مضيفاً بأن تفاصيل الكميات الواردة ونسب توزيع المازوت المنزلي بما فيها تحديد الأحياء التي سيتم التوزيع فيها كل يوم هو من اختصاص مديرية فرع محروقات بحلب.
محروقات حلب لا تجيب:
ما أشار إليه عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة قمنا بتحويله إلى مديرية فرع محروقات بحلب التي لم يجب مديرها على اتصالاتنا المتكررة سواء على هاتف المكتب أو أرقام الجوال الخاصة به، وتم إرسال الاستفسارات عن طريق الفاكس ولكن لم تتم الإجابة وتكررت الاتصالات للحصول على رد رسمي لكن دون جدوى كما أسلفنا وحتى لحظة إعداد هذه المادة الصحفية.
7 ضبوط تلاعب
وبالرغم من قلة كمية المازوت الموزعة إلا أن التلاعب كان حاضراً فيها حيث نظّمت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحسب ما أوضح مديرها أحمد سنكري طرابيشي سبعة ضبوط تلاعب بتوزيع المازوت المنزلي.
بالانتظار:
وأمام كل هذه الوقائع – والحديث للمحرر – يبقى الانتظار هو السائد لدى المواطنين في حلب ليحصلوا على مخصصات مازوت التدفئة التي تعينهم على برد الشتاء بسرعة ودون تلاعب في ظل غياب أجوبة واضحة وصريحة من المعنيين في حلب.

آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص    "يا دهب مين يشتريك "؟ الركود يسيطر وتجار صاغة اللاذقية يشكون حالهم