الثورة أون لاين:
“لن أرحل.. ولدت في هذا المنزل قبل سبعين عاماً.. واليوم يهددني خطر التشرد لأن الاحتلال الإسرائيلي يخطط للاستيلاء عليه وعلى 85 منزلاً آخر في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.. نكبة جديدة لعشرات الأسر الفلسطينية التي سيهجرها الاحتلال من الحي لتوسيع عمليات الاستيطان وتطويق البلدة القديمة والمسجد الأقصى من الجهة الجنوبية بالمستوطنات”.
هذا ما قالته المسنة الفلسطينية نوال دويك لمراسل سانا مبينة أن عشرات الأسر ستصبح بلا مأوى بعد أن أعلن الاحتلال عزمه الاستيلاء على منازلها لإقامة بؤرة استيطانية عليها “المستوطنون الذين استولوا على المنازل المحيطة بمنازلنا يهددوننا بالقتل لإرغامنا على الرحيل بينما المجتمع الدولي يكتفي بدور المتفرج على مأساتنا دون أن يحرك ساكناً.. لكننا سنواصل صمودنا وتشبثنا بمنازلنا التي ورثناها عن أجدادنا ولن نسمح للاحتلال باقتلاعنا من جذورنا”.
حال الفلسطينية دويك لا يختلف عن جارتها أم ناصر الرجبي 72 عاماً التي روت تفاصيل مؤلمة عن صمود المقدسيين في وجه مخططات التهويد قائلة ” أتجرع وأبنائي التسعة كل يوم مرارة ملاحقة قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين في فصول رعب وخوف على مدار الساعة.. يريدون الاستيلاء على منزلنا.. لن نسمح لهم بتحقيق مرادهم وسنواصل التمسك بأرضنا وحقوقنا حتى إفشال كل مخططات الاحتلال”.
وأضافت الرجبي “منذ 12 عاماً لم يترك الاحتلال وسيلة إلا واستخدمها من أجل إرغامنا على ترك منزلنا.. أرغمنا على إغلاق نوافذ المنزل.. يرهب الأطفال.. يقيد حركتنا ولا يسمح لنا بالخروج في ساعات المساء لكن رغم ذلك فشلت كل محاولاته.. إنها معركة صمود وسننتصر فيها”.
من جهته أكد رئيس لجنة الدفاع عن أهالي حي بطن الهوى زهير الرجبي أن الاحتلال يخطط للاستيلاء على 86 منزلاً وتهجير 1200 فلسطيني من الحي وإحلال مستوطنين مكانهم مبيناً أن هذا المخطط جزء من مخططات خطيرة لتهجير الفلسطينيين من المنطقة الواقعة جنوب المسجد الأقصى والتي تضم أحياء بطن الهوى والبستان ووادي حلوة والربابة والتي تحتوي 220 منزلاً مهدداً بالهدم أو الإخلاء إضافة الى استمرار حفريات الاحتلال تحت منازل الفلسطينيين في بلدة سلوان ما جعل الكثير منها غير صالح للسكن بفعل التشققات والانهيارات المستمرة للأتربة.
وطالب الرجبي المجتمع الدولي بدعم صمود الفلسطينيين في القدس المحتلة التي تتعرض لحرب تهويد شرسة وبوقف جرائم التطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال بحقهم.
عضو لجنة الدفاع عن سلوان فخري أبو ذياب أوضح أن ما يحدث في حي بطن الهوى وبلدة سلوان بالقدس المحتلة هو عملية تهجير ممنهجة لتكريس الاحتلال وتوسيع الاستيطان لافتاً إلى أن الاحتلال أقام ست بؤر استيطانية في بطن الهوى وذلك بعد تهجير 15 أسرة وهدم منازلها.
وبين أبو ذياب أن أحياء البلدة القديمة تتعرض لعمليات هدم واستيطان مكثفة ومتسارعة وذلك في إطار تنفيذ مخططات الاحتلال لتغيير المشهد التاريخي والحضاري للقدس المحتلة.
من جانبه أشار مدير مركز القدس للحقوق القانونية زياد الحموري إلى أن الإدارة الأمريكية منحت الاحتلال الضوء الأخضر لتهويد القدس وطمس معالمها العربية والإسلامية ترافق ذلك مع حرب مسعورة للاحتلال على المؤسسات والمحال التجارية حيث وصل عدد المحال التي أغلقها الاحتلال في القدس إلى 800 لافتاً إلى أن ما يحدث في حي بطن الهوى من عمليات تهجير واقتلاع هو حلقة من حلقات التهويد المستمرة لإفراغها من الوجود الفلسطيني.
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أوضح أن الاحتلال يرتكب مجزرة تاريخية وحضارية في القدس المحتلة في ظل صمت المجتمع الدولي تجاه ما يحدث فيها من عمليات تطهير عرقي وتهجير وهدم مئات المنازل وتزوير تاريخ المدينة المقدسة وحضارتها مشيراً إلى أن الأشهر الماضية شهدت عمليات هدم وتهجير واستيطان وتهويد مكثفة وذلك لاستغلال ما تبقى من فترة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وأكد البرغوثي أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة وجود وأن صمود أهالي حيي بطن الهوى والشيخ جراح وكل المناطق المهددة بالهدم والاستيطان سيتواصل لإفشال مخططات الاحتلال الاستعمارية العنصرية وعمليات التطهير العرقي التي تمثل انتهاكاً لكل القوانين الدولية.
من جانبه لفت عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي إلى أن عمليات التهجير والاستيطان وجرائم الاحتلال المكثفة تهدف لتغيير الوضع الديمغرافي في مدينة القدس والضفة الغربية تنفيذاً لما تسمى “صفقة القرن” التي سيتصدى الشعب الفلسطيني ويفشلها مثلما أفشل المخططات التهويدية سابقاً.
وزارة الخارجية الفلسطينية أكدت أنه تم تزويد المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بمعلومات توثق الانتهاكات التي تتعرض لها الأسر الفلسطينية المقدسية ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي ممارساته الاستعمارية الممنهجة التي تستهدف المدينة المقدسة بغرض تغيير طابعها ومركزها القانوني وتركيبتها الديموغرافية مشددة على مواصلة العمل مع الدول والمنظمات الدولية لضمان مساءلة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتواصلة وأحدثها عزمه تهجير عشرات الأسر الفلسطينية قسراً من أحياء الشيخ جراح وبطن الهوى ووادي الجوز في القدس المحتلة.