الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
الأعمال الجبانة التي قام بها تنظيم داعش الإرهابي في سورية بحق الأبرياء، لا سيما استهداف حافلات نقل مدنية كانت تنقل مواطنين سوريين واستهداف مدنيين في بقاع مختلفة من سورية، تكشف حقيقة إجرام هذه التنظيمات ومشغليها من الأنظمة الغربية والإقليمية التي تستخدمها كأدوات لتنفيذ مخططاتها العدوانية في المنطقة، حيث تحاول تشغيلها من جديد لعرقلة تحقيق الأمن والاستقرار في سورية وتحويل أنظار العالم عن الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري والدولة السورية في مكافحة الإرهاب، وتعويض الهزائم التي منيت بها تلك التنظيمات ومشغلوها.
وكذلك تحويل الأنظار عن الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سورية، وعن ممارسات الاحتلالين الأميركي والتركي المستمرة بحق الأهالي الأبرياء في المناطق المتواجدين فيها، والتي تعد بكل المعاني والتصنيفات جرائم ضد الإنسانية.
من هنا تأتي أهمية الدعوة التي وجهتها الخارجية السورية والروسية إثر لقاء وزيري الخارجية السوري والروسي في موسكو، وكذلك الدعوة التي وجهتها إيران بهدف التعاون بين جميع دول المنطقة والعالم لمحاربة الجماعات التكفيرية والإرهابية وفي مقدمتها تنظيم “داعش” الإرهابي.
إن الأعمال الإجرامية لتنظيم “داعش” الإرهابي تستوجب ضرورة قيام العالم بدوره لمنع استمرار بعض الدول بدعم الجماعات التكفيرية وإزالة كل الأسس الإيديولوجية لهذه الجماعات المتطرفة ووقف تمويلها والتكاتف للقضاء على العنف ضد الأبرياء.
لقد اعتقدت بعض الدول التي دعمت الإرهاب في سورية أن ذلك سيسهم في إسقاط الدولة، لكن سورية صمدت عشر سنوات ولا تزال بمواجهة الإرهاب والتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، والتي أحبطت كل المخططات المعادية بفضل بطولات الجيش العربي السوري وتضحياته وصمود الشعب السوري ودعم الأصدقاء الروس والأصدقاء في إيران والصين.
لقد أصاب أعداء سورية الجنون والهلوسة من انتصار سورية على الإرهاب وصمودها بوجه التحديات والاعتداءات الصهيونية والأميركية والتركية، وفشل محور العدوان في تحقيق أهدافه، فما كان منهم إلا أن أعادوا تحريك تنظيم داعش الإرهابي لتعكير صفو الأمن والاستقرار الذي تعيشه المناطق التي حررها بواسل الجيش العربي السوري من رجس الاحتلال، فقامت بعدة أعمال إرهابية جبانة.
إن مكافحة داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية تتطلب أيضاً مكافحة في الإطار الفكري لمواجهة ما تتبناه هذه التنظيمات الإرهابية من ادعاءات باطلة تنسجم مع الدعوات الوهابية والإخونجية التي تلتقي مع المخططات الأميركية والأوروبية الغربية والصهيونية التي تسعى إلى تقسيم المنطقة وتقطيع أوصالها وتدمير روابطها الثقافية والاجتماعية والتاريخية والتراثية والجغرافية لتسهيل الطريق أمام الليبرالية الجديدة من النفاذ نحو تخريب المنطقة وفرض أهدافها وأفكارها على شعوبها وضرب مفهوم الدولة الوطنية.
إن صمود سورية ومعها الأصدقاء ومحور المقاومة بالمنطقة عرّى تلك الليبرالية الجديدة القادمة من الغرب وعرّى العثمانية الجديدة لنظام أردوغان والأنظمة الرجعية الوهابية وغيرها.