بات واضحاً من خلال متابعة الخطط واصدار القرارات الزراعية بأن القمح هو العنوان العريض للعام الحالي، ولعلها خطوة ضرورية وحاجة ملحة للعودة بانتاجية هذا القطاع أو الموسم لما كان عليه قبل أعوام الحرب والاستهدافات الارهابية لهذا المحصول الاستراتيجي الذي يؤمن الاكتفاء الذاتي، وما يزيد إن أحسنت زراعته وإدارته بالشكل الأمثل .
لكن من ضمن الخطط التي وضعت لتعزيز موسم القمح ورفع انتاجيته ما يدعو للتساؤل؟ خاصة فيما يتعلق بزيادة المساحة المزروعة للقمح وإضافة زراعات أخرى كالبقوليات على حساب محصول الشعير في وقت يعاني قطاع الثروة الحيوانية معضلة في تأمين الأعلاف والاضطرار إلى استيراد المادة العلفية بأسعار مرتفعة، وبالتالي انعكاس الأمر على أسعار اللحوم بلونيها الأبيض والأحمر .
ومع التطرق إلى محصول الشعير لابد من التذكير بأنه يعتبر بخواصه الغنية رابع أهم محصول غذائي على مستوى العالم بعد القمح والأرز والذرة، وهو قادر من خلال خواصه على تحسين خصائص التربة والتقليل من استهلاك الأسمدة ويتحمل العطش والملوحة إضافة إلى أنه يمكن زراعته في جميع الأراضي المستصلحة حديثا ناهيك بفوائده الكبيرة لما يحويه من فيتامينات عالية التركيز يحتاجها الانسان وهنا أشير إلى خبز الشعير الذي يصنع لفوائده سورياً وعالمياً.
و لاغنى عن أي مادة زراعية في سورية فكل الزراعات لها مكانها أو بالأحرى فعلها في سد حاجة تعتبر من الضروريات لتأمين التوازن الغذائي والاكتفاء الذاتي، ولعل ما ينقص بالنسبة لأي زراعة هو تشجيع المزارع على الزراعة بحد ذاتها سواء كانت قمح أو أي محصول آخر.. والحاجة الأكثر لتنوع المزروعات دون المساس بالزراعات الأساسية.
ومابين التوازن الغذائي والتوازن الزراعي والاكتفاء الذاتي هناك أهمية لأن تكون التوجهات بعدم الاستغناء عن زراعات مهمة إلى جانب تقديم الدعم الكامل للمحاصيل الاستراتيجية.. وهذا ينجز من خلال مزيد من الاستصلاح للأراضي وتشجيع الفلاح خاصة في الأماكن التي تعرضت للحرائق واعتبرت منكوبة عبر تأمين بذار جيدة ووضع سعر تشجيعي و تأمين كافة مستلزمات الانتاج أي اتخاذ كل مايلزم لإدارة ناجحة لملف الاكتفاء الذي يعتبر من الأولويات.
الكنز- رولا عيسى