لا يذهبن الظن أنني أعني التنصت وتسجيل المكالمات الهاتفية فهذا لا يهمنا من قريب أو بعيد ولسنا بصدد الحديث عنه هل يتم أم لا ..
وإذا ما كان موجوداً ما هي ضروراته الاجتماعية والأمنية التي يمكن الرجوع إليها مع الإشارة إلى أن تسجيل مكالمات الجميع أمر نظن أنه غير موجود إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك .
ما نتحدث عنه أمر آخر تماماً فقد أتاح التواصل عن بعد القدرة على التفاعل والبحث في قضايا كثيرة… تمسك سماعة الهاتف وتتصل بالمقسم الهاتفي فيجيبك صوت أحياناً يثقب الأذن… هذه المكالمة مسجلة ضماناً للجودة… ويمضي لدقيقة أو أكثر يسرد على مسمعك أرقاماً وتفصيلات قد لا تحتاجها لكنك مضطر إلى الإصغاء..
قد يحالفك الحظ ويرد عليك من تريد سؤاله عن أمر ما..
وشهادة للتاريخ أن مثل هذه الاتصالات مع المقاسم تكون إيجابية تماماً… لكن جرب أن تتصل مع التأمين الصحي أو شركة تكامل..
البداية معروفة أن المكالمة مسجلة ضماناً للجودة ويأتي ما تبقى من نغم الأرقام… يرن ويرن الاتصال مرات ومرات لا أحد يكلف نفسه عناء رفع سماعة الهاتف وسؤالك عما تريد..
هل يظن من يقدم لك هذه الخدمة أنه يقدمها مجاناً أو أنك مغرم بصوته وأشغاله..
أنت صاحب حاجة صحية طبية مدفوعة الثمن للجهة التي تقدمها وبالتالي يجب عليها أن تستجيب للاتصال قد تكون مشغولة لفترة قصيرة لكن أن تكون مجموعة الأرقام كلها تعطيك إشارة الرنين ولا أحد يكلف خاطره طوال اليوم الاستجابة فهذا يستدعي السؤال..
نعم تسجل المكالمة وتسمع المجيب الآلي بشكل جيد وتضمن أنه قدم لك الأرقام الداخلية للمؤسسة… وهذه جودة دفعت ثمنها مرات ومرات ولكن الجودة التي تريدها في عالم آخر.. جودة الصمت وعدم احترام المتصل أو بالأصح هذا نوع من اللامبالاة التي يجب أن تنتهي ..
الخدمات التي تقدمونها ليست مجانية ولم يعد بالإمكان الصبر على هذا الإهمال.. من الضرورة بمكان التذكير أن التفاعل مع أي جهة هو مقدمة للنجاح والقدرة على شد وجذب من تريدون الوصول إليه..
وبالمناسبة أيضا هذه الزاوية مسجلة لضمان الوصول إليكم إن كنتم تتوقعون.
معا على الطريق ..ديب علي حسن ..