من شب على شيء، شاب عليه، هكذا يقول المثل الشعبي، وما يقال عن الأفراد يمكن بكل بساطة أن ينسحب على الدول والإمبراطوريات، فكلاهما، الأفراد والدول يبدأان بالحياة نفسها، من الطفولة إلى الشباب والكهولة ومن ثم التلاشي، وهذا ما ينطبق تماماً على الولايات المتحدة الأميركية التي نشأت بقوة السلاح، بالمجازر التي ارتكبها الأبيض الغربي بحق الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة المكتشفة.
اليوم تبدو القاعدة أو المثل الشعبي أكثر صحة وحقيقة، واشنطن المدججة بالسلاح، من المسدس إلى حاملات الطائرات إلى ما في الفضاء، ما نعرفه، ولا نعرفه، تعيش هذه العاصمة هاجس تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، كل ما لديها من وسائل ومعدات أمنية وتجسس على الأحياء والأموات، ومع ذلك هي في حالة ارتباك كبيرة، وهذا ليس عادياً، ولا نوع من المبالغة التي يريدون إظهارها للعالم، لا، بل إنهم يعرفون أي مجتمع هم، أي فلسفة عنف وقتل وتدمير أقاموا إمبرطوريتهم عليها، السلاح في الولايات المتحدة متاح للجميع، بترخيص أم لا، وهذا يعني ببساطة أنهم في أعماق تفكيرهم يعيشون هاجس أنهم ليسوا بأمان حتى مع كل ترسانات السلاح التي تجوب العالم، وتصدر إليه، لأنهم محتلون معتدون، وغير قادرين على مفارقة طبيعتهم العدوانية هذه.
يقود هذا إلى محاولة عسكرة العالم، وكون اقتصاد أميركا قام على الصناعات العسكرية وتصدير وسائل الموت إلى كل من يرغب، المهم أن يكون يعمل وفق أجندة واشنطن، فلابد من العمل على المزيد من افتعال الحروب، وتصدير السلاح، لعبة واشنطن التي ربما تفلت من ممسكي خيوطها في القريب العاجل، وحينها لامفر من الدمار الهائل الذي تصدره أميركا للعالم، وهذه المرة اشتعالها هي.
البقعة الساخنة – بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن