الثورة أون لاين- ديب علي حسن
(كلكم راع ، وكل راع مسؤول عن رعيته ) مفتاح المسؤولية التي لايمكن لأي منا أن يكون خارج فلسفتها الفكرية والثقافية والتأسيس لمجتمع التشاركية من الطفل إلى كل من فيه، الكل مسؤول أمام ما يمكن أن يقدمه ومن يتخلف عن ذلك يعني ببساطة أنه خارج الفعل الانساني، وليس إلا مجرد رقم في أسرة أو مجتمع ما.
بل أبعد من ذلك أنه عبء ويجب العمل على إعادته إلى سدة الفعل والتجاوز والمضي نحو القدرة بالانخراط في المشهد المجتمعي، كيفما كان حقله العملي في الزراعة أو الصناعة أو التربية، المهم في الأمر أنه قادر على الفعل وعدم الركون إلى ما اعتدنا عليه من الكسل والتواكل على أننا خارج إطار التغيير والقدرة على تقديم ما يجب تقديمه.
ثقافة المسؤولية هذه تبدأ من الأسرة إلى المدرسة والجامعة، وهي بكل تأكيد تزداد مع تقدم الوعي والمعرفة، وربما يمكن الاختصار بالمثل الشعبي القائل ( من اتكل على زاد غيره طال جوعه) وهذا ما نجد شبيهه بالقول الصيني: لا تطعم الجائع سمكة بل علمه اصطياد السمك.
اليوم ونحن نخوض حرب الانتصار على الإرهاب في الميدان العسكري وقد حققنا ذلك، علينا أن نلتفت إلى بناء ثقافة المسؤولية التي ربما أهملناها لفترة من الزمن ألقينا ثقل هموم المجتمع على الكثير من مؤسسات الدولة دون أن يحرك بعضنا ساكناً أو أن يقوم بدوره حيث هو، وهذا لايعني بالضرورة الدفاع عن أي مؤسسة تقصر في القيام بما يجب أن تقوم به.
بل يعني بكل وضوح وصراحة على الرغم مما نعانيه أن نتشارك الآلام والأمال، وكما جيش الميدان يكتب النصر كل ساعة علينا أن نكون نحن كذلك قد يقول البعض: إننا نغرد خارج السرب والحقيقة: لا نحن أمام مسؤولياتنا وعلينا أن نشكوا ما نراه إذا لم نستطع حله ولكن لنجرب أولاً أن نفعل ما علينا فعله، وسنقطع نصف المسافة التي كنا نظن أنها عصية علينا.
