استراتيجية بايدن في سورية والعراق كجزء من استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

ثورة أون لاين _ د. ذوالفقار عبود:

برر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضه عقوبات على إيران، بمحاولة مواجهة ما سماه توسع إيران الإقليمي وخاصة في سورية والعراق.
وقد ورثت إدارته سياسة مشوشة من أوباما، وهي سياسة انتقدها حتى مستشارو الرئيس السابق لاحقًا، حيث سعى جزء منها لتمويل وتسليح الفصائل المسلحة التي تسميها الإدارة الأميركية بالمعارضة السورية، وجزء آخر سعى إلى تسوية سياسية بوساطة الأمم المتحدة ولكن وفق الإملاءات الأميركية، وجزء آخر سعى لهزيمة داعش للتغطية على دعم الإدارة الأميركية لهذا التنظيم الإرهابي.
بحلول أواخر عام 2017 ، كانت إدارة ترامب قد وسعت سياستها الخاصة تجاه سورية على أساس مجموعة من المبادئ، منها مواجهة ما وصفته بالتهديدات الإقليمية أثناء العمل مع الحلفاء والشركاء او كما تقول (محاولة إخراج إيران من سورية)، وهزيمة داعش بشكل نهائي.
وعلى الرغم من أن الجيش الأميركي حاول الابتعاد عن مواجهة تنظيم داعش الإرهابي من خلال الاصطدام المباشر، إلا أنه قام في النهاية بنشر جزء من قواته في الشمال الشرقي والجنوب الشرقي، محتلا مناطق سورية خلافا للقانون الدولي، في محاولة لتوسيع سياسته تجاه سورية من خلال حرمان الحكومة السورية وحلفائها من السيطرة على التضاريس والموارد.
بحلول عام 2020 ، كانت الولايات المتحدة قد بنت تحالفًا مرنًا مع تركيا حتى في الوقت الذي سعت فيه لتقليل التزامها المباشر. حيث عملت تركيا التي احتلت أجزاء من الشمال السوري، وعناصر التنظيمات المسلحة التابعة لها في سورية مع الولايات المتحدة لمنع الجيش العربي السوري من تحقيق نصر عسكري حاسم، كما هدفت الاعتداءات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة على أهداف زعمت أنها إيرانية إلى محاولة الحد من التقدم العسكري للجيش العربي السوري في المناطق التي تسيطر عليها تلك التظيمات.
في غضون ذلك، قادت الولايات المتحدة تحالفًا دبلوماسيًا دوليًا كبيرًا حتى وإن كان بإشرف الأمم المتحدة لدعم الحل السياسي كما ترتأي هي وليس وفق القرارات الأممية، وحاولت عزل دمشق دبلوماسيًا، وخنق الاقتصاد السوري من خلال الإجراءات القسرية أحادية الجانب وإصدار ما يسمى قانون قيصر. ومع ذلك ، فإن النتيجة، مثلها مثل السياسة الأوسع تجاه إيران، كانت طريقا مسدودا.
وفي غياب حل دولي ينهي الاحتلال الأميركي والتركي لأجزاء من التراب الوطني السوري، من المرجح أن تستمر حرب الاستنزاف الفوضوية، مع أنها نجحت ضد السوفييت في أفغانستان. ومع ذلك، سيتعين على إدارة بايدن أن تزن هذه المزايا مقابل المخاطر الأخرى، بما في ذلك زيادة معاناة السوريين، وما تسميه (مهمة احتواء إيران). لذلك يبدو النموذج الجديد للإدارة الأميركية على المحك.
لقد وضعت إدارة ترامب نفسها في خلاف مع موسكو، التي رأت أن سورية هي المكان الرئيسي لإعادة الانخراط دبلوماسيًا وعسكريًا في الشرق الأوسط، تماشياً مع هدفها المتمثل في مواجهة التهديدات الإقليمية، وضرورة مساندة الحكومة السورية في حربها ضد الإرهاب والتدخل العسكري الخارجي، ردت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا على النشاط العسكري الروسي في شمال شرق سورية وساعدت قوات الاحتلال التركي على صد إعادة انتشار الجيش العربي السوري بدعم روسي في شمال غرب البلاد. لكن معارضة النظام التركي لشريك الولايات المتحدة (قسد) أدت إلى تعقيد هذه العلاقة.. و صعوبة العمل من خلال شركاء – سواء كانوا من ميليشيات (قسد) أم الأتراك الذين قد تتجاوز أجنداتهم ما يمكن أن تدعمه واشنطن.
في العراق، حاولت الولايات المتحدة عزل أجندتها العسكرية التي تدعي محاربة داعش الإرهابي عن الصراع الأكبر ضد إيران. ومع ذلك، بدأت المقاومة الشعبية في تصعيد دفاعها ضد القوات الأميركية الغازية، وقام ترامب باغتيال قائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني، وردت إيران بشن هجوم صاروخي باليستي على قاعدة أميركية ملحقة فيها أضرار بليغة. ورغم كل ذلك كانت النتيجة من وجهة نظر الإدارة الأميركية انتصارا مزعوما لها، وإن لم يكن نهائيًا فلا تزال القوات الأميركية في العراق، رغم أن فصائل المقاومة المحلية مثل كتائب حزب الله والحشد الشعبي لا تزال تشكل تهديدًا. ولا يزال العراق يمثل الجبهة الأكثر اضطرابا بين واشنطن وطهران.
نموذج للمستقبل:
على مدى السنوات الأربع الماضية، يرى الأميركيون أن إدارة ترامب حققت نجاحين رئيسيين في الشرق الأوسط – اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين والسودان والمغرب والكيان الصهيوني، والهزيمة المزعومة لداعش في العراق وسورية، كما تدعي أنها نجحت في تحجيم التوسع الروسي الإضافي في سورية وأماكن أخرى، وتدعي وجهة النظر الأميركية أنها احتوت التهديد الإيراني الدائم والمتعدد الأوجه للاستقرار، وحشدت له تحالفا إقليميا لمواجهة سلوك طهران، على الرغم من أن ترامب لم يحل التحدي النووي الإيراني، فإن أوباما لم يفعل ذلك أيضًا، وكانت حدود الاتفاقية النووية الأصلية بشأن التخصيب الإيراني غير المقيد قد تلاشت بسرعة خلال خمس سنوات.

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى