فساد داخل أروقة الأمم المتحدة !

الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
من المستحيل عمليا هذه الأيام البحث على غوغل عن كلمة “الأمم المتحدة” دون أن تصطدم بموجة من المقالات حول قضايا الفساد في أروقة الأمم المتحدة، والتي يبدو أنها انتشرت في السنوات الأخيرة إلى ما يشبه وباء كورونا، حتى المؤيدين المخلصين للأمم المتحدة سيسألون أنفسهم كيف يمكن لمنظمة عالمية تعتبر نفسها كحكم لحقوق الإنسان على المسرح العالمي، أن تكون مذنبة وفاسدة؟.
وصلت المنظمة الأممية إلى نقطة تحولها من المصداقية إلى الكذب، فعندما تطغى التقارير في الصحافة السائدة عن قيام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بعمليات الاغتصاب في بعض النقاط الساخنة الموجودة فيها هذه القوات، يدّعي مسؤولو المنظمة بأنهم يقومون بالتحقيق وكشف المذنب، لكن الحقيقة بأن الأعداد تتزايد بمعدل ينذر بالخطر كما يبدو، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن هذا الوباء قد انتشر ووصل إلى داخل أروقة الأمم المتحدة نفسها، حيث يفلت موظفو الأمم المتحدة من الملاحقة القضائية بحصانتهم.
الأرقام تتحدث عن نفسها، حيث أظهرت دراسة حديثة أن ما يصل إلى ثلث العاملات في وكالات الأمم المتحدة قد تعرضن لشكل من أشكال التحرش في المكاتب، ويعاني غوتيريش من مشكلة فساد هائلة داخل الأمم المتحدة، لكن لمسته الشخصية تجاه الصحفيين الذين يرغبون في إجراء التحقيقات هي المشكلة الحقيقية.
فقد قدم الصحفي “آرثر لي” تقريرًا عن فضائح وفساد الأمم المتحدة والرشاوى وما يدور في الأروقة وخلف الستار فقام الأمين العام بإلغاء اعتماد “آرثر لي” كصحفي في المنظمة الدولية وذهب إلى أبعد من ذلك من خلال منعه من الوصول إلى الأخبار الصحفية وحتى حظر موقعه على الإنترنت.
يعتقد موظفو الأمم المتحدة الذين يرتكبون الفساد و الاعتداءات غير الأخلاقية اعتقادا راسخا أن حصانتهم ستحميهم من الملاحقة القضائية، كما صدر تقرير حديث نشره البرلمان البريطاني في 15 كانون الثاني وتم تجميعه من قبل مجموعة من النواب الذين يرغبون في القيام بشيء حيال هذا التستر في قطاع المساعدة – ولديه فصل خاص عن الأمم المتحدة وفشلها في التحقيق بشكل عادل ومقاضاة الجناة – وما يجعل الأمر جريئًا هو تصريحات حول دعم الضحايا بآلية حقيقية يمكن أن تساعدهم.
كما يدعو التقرير إلى رفع الحصانة عن مسؤولي الأمم المتحدة ويناشد حكومة المملكة المتحدة نفسها أن تقود مبادرة من شأنها القضاء على الحالات المروعة لآلاف ضحايا الاستغلال والاغتصاب من قبل كل من عمال الإغاثة في الميدان والمسؤولين في الأمم المتحدة.
قريبًا، ستصبح كلمات “اغتصاب” و “الأمم المتحدة” شائعة مثل “حصان وعربة”. إذا كانت حكومة المملكة المتحدة جادة بشأن ادعاءاتها الواردة في تقريرها المكون من 70 صفحة ، فينبغي أن تبدأ بعدم السماح لغوتيريش بمواصلة ثأره الشخصي ضد الصحفي الذي يبلغ عن سوء تصرفه ولا يدعم فترة ولاية ثانية للسيد غوتيري.
بقلم: مارتن جاي
المصدر Strategic Culture

آخر الأخبار
"سويفت" طفرة استثمارية... لا يُدار بكبسة زر مستشار هندسي يطرح حلولاً عملية كخارطة طريق إلى التنمية المستدامة 25 جراراً من مؤسسة حمد بن خليفة لدعم قطاع الزراعة الدولار يواصل التذبذب في دمشق (سوريا الحلم) ليست بعيدة.. ومرحلة النهوض الشاملة قادمة تخصيب اليورانيوم.. عقدة المفاوضات الأميركية-الإيرانية "أوبزيرفر": لقاء الرئيسين الشرع وترامب ليس مجرد رمزية من الوزن الثقيل The NewArab: بنوك سورية تنتظر تفعيل رموز "سويفت" لتعود إلى السوق العالمية "سويفت" يعيد تموضع الاقتصاد السوري على الخارطة.. اكريم لـ"الثورة": نتائج أولية خلال ٣ أشهر جمعية الصحة العالمية: تعاون دولي لمواجهة قضايا حيوية رمال السيليكا.. كنزاً استراتيجياً صامتاً. تحركات استثمارية للاستفادة من احتياطات ضخمة ذات نقاوة عالي... من قطيعة إلى فرصة.. كيف أضرّ نظام الأسد بالعلاقة الأميركية-السورية؟ الشيباني : خطوات عملية لحل ملف الموقوفين السوريين في لبنان اجتماع تركي-أميركي في واشنطن غدا لبحث تحقيق استقرار سوريا "نكبة فلسطين.. تسرد حكاية" شعب مشرد ينشد وطناً مآثر ومراثي علّامة الأدب القديم الدكتور محمد شفيق البيطار في ذكرى رحيله الياسمينة المنسية .. نازك العابد.. امرأة قاومت بالكلمة والبندقية خزان "تل المصطبة" يؤمن المياه لقاطني جنوب دمشق  م. درويش لـ "الثورة": خط كهرباء معفى من التقنين.... فضاءات للراحة تحولت لكابوس حديقة الطلائع في طرطوس.. من أكلها الإهمال أم الفساد ؟ "المخطط الفينيقي" منافساً في كان