من وحي الواقع وبعيداً عن لغة النصح والوعظ والإرشاد، ثمة مفارقات عجيبة غربية تخضع لها أساليب التربية المنزلية، والتي غالباً ماتتسلل من نوافذ الكبار العديد من الثغرات التي يلتقطها الصغار كآلة التسجيل دون إدراك لأبعادها.
فكم من مرة يرن هاتف المنزل على سبيل المثال لا الحصر ويطلب الأب أو الأم أو الأخ الكبير، حين يعرفون هوية المتصل أن يرد الصغير وحسب الطلب بعبارة “أبي ليس هنا.. غير موجود “، وهذا غالباً مايتكرر، فما هو معيار الصدق الذي سيبني عليه هذا الابن رؤيته في ذاكرته الغضة!.
كيف لنا أن نربيهم على الفضيلة فيما يقوم بعض الأهل وبشكل واضح وعلني بفعل النميمة والوشاية والكذب على الآخر، فيما الصغار ينصتون ويقلدون بحرفية ما سمعوه بآذانهم وشاهدوه بأعينهم.. ناهيك عن الكلام غير اللائق الذي يطلق زفيره لأبسط مشاجرة تحصل داخل الأسرة، إلا أن ردة الفعل المستغربة من الكبار هو طريقة إلقاء اللوم على الصغار حين يكذبون، ويتلفظون بألفاظ نابية توحي بكثير من قلة الأدب والحياء.
حيث يلام هنا قدوة العائلة والأسرة السلبية من أب وأم أولاً، أو أخ وأخت ثانياً لطالما لم يع هؤلاء جيداً حساسية وانعكاس تفاصيل أي سلوك فوضوي، أو نصيحة مغايرة لما يجب أن يكون وتأثيرها النفسي على مفهوم القناعة والإقناع.
كونوا قدوة لأبنائكم فأنتم من يصدر روح القيم والأخلاق والفضيلة وكل فعل خير وجميل.
عين المجتمع – غصون سليمان