تشكل المبادرات, في الحالة العادية, إحدى روافع العمل, لكنها تتحول إلى حاجة ملحّة في الظروف الاستثنائية, ومع ما تمر به رياضتنا من تشتت وعدم توازن, بفعل التراكمية من جهة, وشح الموارد وضعف الامكانات من جهة ثانية, تبدو المبادرات أكثر من ضرورة ماسة, لتغدو خياراً لا مناص منه في البحث عن الحلول الاسعافية والناجعة, في آن معاً.
تعتمد المبادرة بالأساس على الأشخاص, أكثر من اعتمادها على وجود الأرضية والمناخ الملائمين, لذلك يجب أن تتوفر روح المبادرة قبل الحديث عن الأساليب والأدوات المتاحة, ولأن الهيكلية الرياضية قائمة على اتحادات الألعاب, المنوط بها تنظيم المسابقات وإعداد المنتخبات والارتقاء بالمستويات, تقع على عاتق رؤساء هذه الاتحادات المسؤولية الكاملة, في النجاحات والانجازات, وفي الاخفاقات والانتكاسات أيضاً؟!.
في رياضتنا تكاد تغيب روح المبادرة, فلا يتعدى عدد الاتحادات المبادرة أصابع اليد الواحدة,وإذا كانت معظم اتحاداتنا توثر الدعة والسكينة, والركون للصعاب والتحديات, فإن اتحادي الريشة الطائرة والكاراتيه يغردان خارج السرب, وانضم إليهما اتحاد كرة السلة, وهو مازال لجنة تسيير للأمور, فأحدث فارقاً كبيراً على مستوى المنتخب, بدفعه إلى خطف الأضواء والحظوة باهتمام القيادة الرياضية ودعمها, والتقدم بطلب رسمي إلى الاتحاد الآسيوي, لاستضافة مباريات النافذة الثالثة من التصفيات المؤهلة للنهائيات القارية.
لا يمكن نكران الوضع الصعب الذي يرخي بظلاله على الرياضة ككل؟! لكن ذلك لايعني غياب روح التحدي والانطلاق بمبادرات من شأنها الدفاع عن المكتسبات التي تحققت بالجهد والعرق والمال, وإثبات أن رياضتنا مازالت حية, وهي في طور التعافي والشفاء.
مابين السطور – مازن أبوشملة