لم تأت بجديد مذكرة وزارة الخزانة الأميركية التي أكدت على عمق العلاقة بين نظام أردوغان وتنظيم داعش الإرهابي، وهي تعرض بالكثير من التفصيل العلاقات المالية بين الطرفين، وذلك لأن هذه العلاقة المشبوهة مكشوفة منذ زمن بعيد، ويكاد لا يخلو يوم دون أن نسمع أو نقرأ تقريراً عن هذه العلاقة، وخاصة من الداخل التركي نفسه الذي هو أدرى بخفايا نظامه الإرهابية أكثر من غيره.
كما أننا لا نستغرب الحديث الأميركي هذا، لجهة دقة المعلومة أو ما شابه، لأنه صادر من صاحب العلاقة الأصيل والمسؤول الأول والأخير عن داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية التي عاثت فساداً وإرهاباً وإجراماً بحق سورية والسوريين منذ سنوات طويلة.
ومذكرة الوزارة الأميركية التي نشرها موقع مونيتور الأميركي تضاف هي الأخرى إلى السجلين الأسودين لأردوغان وإدارة البيت الأبيض، وتأكيدها أن فلول داعش داخل الأراضي السورية لا زالوا يتلقون التحويلات المالية سواء كان من تركيا أم من الحدود مع العراق، يثير الكثير من التساؤلات من وراء هذه المعلومات التي تشير إلى أن التنظيم الإرهابي ما زال لديه القدرة على الحركة والنشاط في سورية والعراق أيضاً، وذلك بعد تبجح واشنطن مرات عديدة في السابق بأنها قضت على التنظيم.
ولكن من يخبر سياسة النفاق والتضليل الأميركية لا يستغرب أبداً هذه المعلومات، لأنها صادرة عن جهة لم تقم وزناً في أي وقت من الأوقات لا لمبادئ القانون الدولي ولا للشرائع الأخلاقية، وهي تفيد بطريقة أو بأخرى بكشف المزيد من العلاقات المخفية بين واشنطن وأنقرة بالتنظيمات الإرهابية، كما أنها تأتي كإشارة أميركية إلى أن هناك مرحلة قادمة ستشهد نشاطاً مكثفاً لداعش في العديد من المناطق السورية، وخاصة التي توجد فيها قوات أميركية وتركية غازية على الأرض.
حدث وتعليق – راغب العطيه