هل يكفي أن نترنّم على أغنيات الحب التي اجتهد الفنانون والشعراء في صياغتها، وهل حقاً عبارات المحبة التي ملأت قواميسنا اللغوية كافية لتغيير مفاهيمنا في الحياة؟ أم ما نحتاجه هو هذا الصدق في علاقاتنا في ظل موجة من الأضاليل الحياتية التي باتت تغدق حياتنا بالماديات الزائلة التيلا تسمن ولا تغني من جوع.
من حقنا أن نجعل للمحبة عيداً، ولكن من المفيد أيضاً أن نكون أوفياء لرسالته النبيلة في خلق عالم من العطاء والتفاني وقبول الآخر، ومن المفيد جداً أن نرتقي بمعانيه ونسمو، فالوطن محبة، ودماء الشهداء محبة، وأطفالنا الذين خبروا معنى الألم والتشرد يستحقون المحبة، ونحن جميعاً في ظل ظرف راهن من أطماع الدول بمقدراتنا وثرواتنا واستهدافهم لقيمنا وهويتنا نحتاج مزيداً من المحبة تجمع شملنا وتلم شتاتنا وتداوي جراحنا المكلومة وماتزال.
منذ أيام وتجار المناسبات يجتهدون في عروضهم لإغراء العاشقين بهدايا ربما لا تمت بصلة للمناسبة في أغلبها، ولا أدري من قال: إن” الدب” هو رمز للحب، وإن انتشاره على واجهة المحلات هو إعلان عن قدوم هذه المناسبة التي كنا نتوقع أن تكون عنواناً جديداً للتواصل الاجتماعي وترميم ماتهدم من نفوسنا في ظل سنوات عجاف قضت أو تكاد على علاقات حميمة تربطنا بالآخر، سواء كان هذا الآخر قريبا أم من أبناء جلدتنا ويمت لنا بقرابة حينا أو صداقة وربما كان قطعاً من أرواحنا الممزقة.
أن نختصر الحب والمحبة بوردة حمراء أو” دبدوب” أحمر، فهذا لاشك انتقاص من معاني الحب السامية والتي نطمح لإعادتها وإحيائها في حياتنا اليومية التي أجهضتها قسوة الظروف ومصاعب العيش وهموم الحياة التي تأبى إلا أن تكون رفيقة الدرب الدائمة.
المحبة تلك القوة التي تمنحنا بريقاً جديداً وأملاً بأن القادم هو الأجمل، وهي القوة التي تدفعنا باتجاه البناء والإعمار وبث الحياة في الجمادات المتهدمة ليتربع وطننا في مكانته التي تليق بسموه.
وما أحوجنا لتمثل قول جبران” إذا المحبة أومت إليكم فاتبعوها.. وإذا المحبة خاطبتكم فصدقوها”.
رؤية – فاتن أحمد دعبول