الملحق الثقافي:صلاح أبو لاوي :
تنتهي
مثلما بدأتْ خيبة العاصفةْ
لا انحنى شجر السروِ من هَولِها
لا.. ولا فرَّتْ الأرض من بطشِها خائفةْ
كلّ ما فعلتْ
أنها قتلتْ في العلنْ
حلم أطفالنا
أن نكون ولو مرّةً
أمّةً
من مراكش حتى عدنْ
*****
مُرّةٌ أنت أيتها الحربُ
مُرٌّ طريقي إليكِ
ومرٌّ رداؤك إذْ تخلعينَ عليَّ الدماءَ وإذْ أرتهنْ
وأنا شاهدٌ لا يموتُ
أعدُّ الرصاصَ وأزرعُ ورداً قبالتهُ ربما
يسقطُ الموتُ إن زرع الشعراءُ
نخيل قصائدهم في عراءِ الزمنْ
ربما يرجع الأمراءُ من الحرب
أحياءَ منهزمين وأرجع منتصراً
في كفنْ
ربما
أنتِ أيَّتها الحربُ كنتِ ضرورتنا
كي نميّز أعداءنا في الوطنْ
مُرةٌ أنت أيتها الحارقةْ
والزمان يباسٌ
وخضراء أغنيتي
والرؤى عابقةْ
*****
شاهدٌ أو شهيدٌ
شربتُ حليبَ الحياة النقيَّ
لأصعد صدر النهارِ خفيفاً بهياً
كما يصعدُ البلحيّ إلى نخلةٍ سامقةْ
شاهدٌ أو شهيدٌ
أنا
طلقةٌ للبلادِ
ونحن على جمرها طلقتانِ
إذا مكرَ الذئبُ
تمكرُ طلقتنا
ونسمِّي البلاد بأسمائها
لا أقولُ فلسطينَ
وهي الأحبُّ إليّ
ولكنْ أقولُ بلادي
فكلّ البلادِ فلسطينُ في فكرة الطلقة الواثقة
شاهدٌ أو شهيدٌ
ستكمل دورتها الحربُ حتى الشهيد الأخيرِ
وقد يرجع الشهداءُ إلى الحرب مكتملينَ فأرجعُ
أو يذهبونَ ولا يرجعونْ
خيبةُ الأرض خيبتنا
أن نكون وأن لا نكونْ
أن نكون على رملها شهداءَ
إذا دمُها
سالَ من عدنٍ لحلبْ
أو شهوداً عصاة على أمّةٍ تُغْتَصبْ
شاهدٌ أمْ شهيدْ
صاحتُ الخيلُ بي
ثم عادت إلى حربها من جديدْ
شاعر فلسطيني
التاريخ: الثلاثاء16-2-2021
رقم العدد :1033