“الجبهات الزرقاء” الاحتلال الجديد بدأ.. “الحرب الأخرى”

الثورة أون لاين- د.مازن سليم خضور:

في شهر واحد صدّرت وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من الأخبار والصور وعدداً من المقاطع المصورة التي هزّت الشارع والمجتمع السوريّ ، وبينها علق المواطن أمام أربعة فصول يتنقل فيها بذات الوقت ضمن جغرافية افتراضية لم تشبه يوما أيّ حبة من تراب البلاد ، فصول تُغيّب حقائق التاريخ وتحاول أن تخفي جغرافية الخيانة وتفاصيل بلاد الياسمين لتشاهد سورية أخرى في زمن الحرب .
أول هذه المقاطع المتداولة هو ما عرضته القناة التركية الأولى التلفزيون التركي عن خريطة “للنفوذ التركي المتوقع بحلول 2050” .
حيث عرضت قناة “TRT1” المملوكة من النظام التركي خريطة لمناطق النفوذ التركي المتوقعة بحلول عام 2050 ، حسب أحد المحللين السياسيين الأمريكيين ، وتشمل الخريطة سورية والعراق والأردن ومصر وليبيا وشبه الجزيرة العربية بأسرها واليونان ، إضافة إلى منطقة ما وراء القوقاز وبعض الأقاليم في جنوب روسيا والقرم وشرق أوكرانيا ، وأجزاء من كازاخستان وتركمانستان تطل على بحر قزوين .
وحسب وسائل إعلامية فإن هذه الخريطة وردت في كتاب بعنوان “الـ 100” سنة القادمة وهي عبارة عن التوقعات للقرن الحادي والعشرين بقلم الباحث السياسي الأمريكي جورج فريدمان ، مؤسس مركز “ستراتفور” للأبحاث في مجال السياسة الدولية ، ويتضمن الكتاب الصادر عام 2009 توقعات بشأن الأوضاع الجيوسياسية في العالم خلال القرن الحادي والعشرين وتطورها ، وتغير موازين القوى خلال العقود القادمة .
الصورة أظهرت حجم الأطماع التركية في الأراضي السورية واستذكر السوريون من خلالها أطماع الدولة العثمانية حيث اقتطعت تركيا مساحات شاسعة من الأراضي السورية فانزاحت الحدود التركية جنوباً سنة ١٩٢٠ بموجب معاهدة (سيفر) ، لكن أطماع تركيا لم تتوقف عند حدود ١٩٢٠ بل مكنتها الظروف الدولية من دفع خط الحدود جنوباً ليساير سكة حديد قطار الشرق السريع عام ١٩٢٣ بموجب معاهدة (لوزان) حيث تنازلت فرنسا لتركيا عن الأراضي الواقعة تحت سيطرتها لتحتل تركيا شريطاً إضافياً من الأرض السورية يراوح عرضه بين 40 – 50 كيلو متراً وسطياً ومساحة تزيد عن ٤٧٠٠٠ كيلو متر مربع ، وهذه الأراضي المحتلة تشمل المدن والبلدات التالية : مرسين – طرسوس – كيليكية – أضنه – مرعش – عينتاب – كلس – البيرة – اورفه – حران – ديار بكر – ماردين – نصيبين – جزيرة ابن عمرو إضافة للواء اسكندرون .
ثاني هذه الصور كانت صورة لشخص خان نفسه ووطنه وكانت بعنوان “أول رائد فضاء سوري أصبح أول رائد فضاء تركي” .!
حيث أكد رئيس الهلال الأحمر التركي في تغريدة على “تويتر” عدم وجود رواد فضاء أتراك .. ويرحب برائد الفضاء الأول “المجنس” اللواء الخائن محمد فارس ، باعتباره أصبح مواطناً تركياً .
صورة فتحت الباب واسعاً أمام هذه الشريحة من السوريين الذين باعوا وخانوا وطنهم بالرغم من أنه لولا وطنهم لما كانوا عرفوا ، وهم من درس وتعلم واكتسب الخبرات من خلال ما قدمه له هذا الوطن في مدارسه ومعاهده وجامعاته وصروحه العلمية .
هذه المواد المتداولة حملت أيضا تفاصيل قرار “رجب طيب أردوغان” الذي أصدر من خلاله في وقت سابق مرسوماً بافتتاح كلية طب ومعهد عال للعلوم الصحية في بلدة الراعي الواقعة ضمن ما يعرف بمنطقة “درع الفرات” ، في سابقة هي الأولى التي يصدر فيها مرسوم رئاسي بشأن شمال سورية وهو ما أشرنا إليه في مقال سابق بعنوان ” أتركة التاريخ الجريمة الأقدم ” الحرب الأخرى” بتاريخ10/2/2021 .
ترافقت هذه التصرفات مع ارتكاب المتطرفين المدعومين من تركيا سلسلة من الانتهاكات في شمال سورية بعد أن احتلت أنقرة بشكل غير قانوني عفرين وجرابلس وإدلب وتل أبيض على مدى السنوات الماضية .
وفي تقرير للأمم المتحدة تم الكشف عن هذه الممارسات في السنوات الأخيرة وهي الآن جزء من تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة نصف السنوي ، وتشير التقارير إلى أن الوضع في المناطق المحتلة من قبل النظام التركي تشهد على الانتهاكات الجسيمة التي تتعارض مع القانون الإنساني الدولي وتمت الانتهاكات ضد النساء والأطفال ، واستهدفت المواطنين السوريين الذين تعرضوا للتهجير على يد الإرهابيين في المناطق السورية التي احتلوها .
وتجسد هذا من خلال إقدام أحد الفصائل التابعة لتركيا على ارتكاب الجرائم والانتهاكات لأبسط الحقوق الإنسانية ، من خلال اقتحامهم عشرات المنازل التي تعود ملكيتها لأهالي مدينة عفرين بريف حلب الشمالي ، والذين كانوا اضطروا إلى النزوح منها قبل أعوام بفعل العملية التركية المسماة” غصن الزيتون” والتي كانت انتهت باجتياح القوات التركية للمنطقة والسيطرة عليها .

هذه الجرائم لاقت رفضاً ليس في المنطقة التي تحتلها بل في الداخل التركي حيث أشارت بعض الأصوات داخل تركيا إلى أن رئيس النـظام التركي رجب طيب أردوغان ارتكب أخطاء فادحة في سورية جراء تدخلاته السافرة والخطيرة فيها منذ بداية الأزمة ، وأن أردوغان مسؤول عن الدماء التي سالت في سورية .

وأكد بعض المسؤولين أن أردوغان هو السبب في كل المظالم التي تعيشها المنطقة حتى أن دول المنطقة التي كانت صديقة لتركيا هي الآن ضدها بسبب سياسات أردوغان الرعناء ، وتدخلاته السافرة بشؤونها ، وأثبتت الأحداث والوقائع على مدى السنوات الماضية تورط نظامه وحكومته في دعم وتمويل التنظيمات الإرهـابية في سورية ودول أخرى ، إضافة إلى جعل تركيا ممراً لعبور عشرات آلاف الإرهـابيين القادمين من مختلف دول العالم إلى الأراضي السورية .
جميع الممارسات التي ذكرناها والتي في بعض منها تم اقتباسها حرفياً من صفحات موالية للنظام التركي ، ما هي إلا محاولة لتكرار سيناريو جريمة سلب لواء اسكندرون والعمل على تهجير المواطنين أصحاب الأرض والتاريخ ، وإحداث تغيير ديمغرافي معين بالإضافة إلى إنشاء مجموعة من البنى التحتية والمؤسسات الخدمية التركية التي تعمل على ترسيخ الوجود التركي في المنطقة بهدف سرقة الأرض والتاريخ معاً في صورة ليست بغريبة عن عقلية “العثماني” و أطماعه التاريخية

آخر الأخبار
تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية مؤشر الدولار يتذبذب.. وأسعار الذهب تحلق فوق المليون ليرة الكويت: سوريا تشهد تطورات إيجابية.. و"التعاون الخليجي" إلى جانبها مع انتصار سوريا معاني الجلاء تتجد الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة