الثورة اون لاين – إخلاص علي:
في عصر التكنولوجيا والحياة السريعة أصبح الباحثون عن الحب عبر الشبكة الالكترونية يزدادون عاماً بعد آخر سعياً منهم لإيجاد شريك حياتهم .
حيث كان الناس يتعرّفون على مدى عقود أو ربما قرون على شركائهم في الحياة من خلال الأصدقاء والمعارف .
أما الآن فأغلب الشباب والفتيات يجدون في ظاهرة التعارف عبر الانترنت كسراً لكل التقاليد والقيود .وفرصة جديدة لاختيار نصفهم الآخر بأنفسهم من دون تدخّل ذويهم . فقد كان الحب من قبل يبدأ من أول نظرة أما الآن بات من أول مراسلة وغدا حبّاً الكترونياً.
فهل يمكن ضمان نتائج هذا النوع من التعارف والزواج ؟
أم هو مجرّد تسلية بمشاعر الآخرين؟
لمعرفة المزيد عن هذه الظاهرة رصدنا بعض الآراء .
حيث يرى العديد من الأشخاص أن التعارف الكترونياً يمنح الناس الثقة والأمل في إيجاد شريك الحياة المناسب لأنها تتيح لهم العديد من الخيارات ولايعتبرون أنها وسيلة وهمية مادام سيكلّل التّعارف بلقاء حقيقي في الواقع.
وفي المقابل يرى البعض الآخر أن الأشخاص الذين يلجؤون لتلك الطريقة هم أشخاص يائسون ولايمكنهم التعرّف إلى شركاء حياتهم بالصورة التقليدية المعتاد عليها.
فيما آباء رفضوا رفضاً قاطعاً زواج أبنائهم عن طريق الانترنت واعتبروا هذه الطريقة غير مضمونة النتائج بحكم اختلاف البيئات والثقافات.
ومنهم مَن رأى أنه ليس بالضرورة أن ينتهي التعارف الكترونياً بالزواج السريع إذ يمكن أن يكون تعرّفا مبدئيا مع الطرف الآخر ثم يمكن تعزيزه باللقاءات الواقعية.
اختلاف عن المألوف:
الاختصاصي الاجتماعي منذر ابراهيم أكّد أن ظاهرة الزواج عبر الانترنت انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر وأصبحت شائعة بين مختلف أوساط الشباب الذين يبحثون عن الارتباط .
وأن الزواج بهذه الطريقة يختلف مئة بالمئة عن الزواج المتعارف عليه والمعمول به في المجتمع حيث يكون كلا الشخصين افتراضي ويتم التواصل عبر الشاشة من خلال المراسلات ثم يتطوّر التعارف إلى تبادل اللقاءات .
وأن من إيجابيات هذا التواصل أن الذين لديهم ضعف شخصية يكونون أكثر قدرة على التعبير من وراء الشاشة
ولايجد أن ثمّة رابطاً بين نجاح أو فشل الزواج وطريقة التّعارف.
وبغض النظر إذا حصل التعارف الكترونياً أو فيزيائياً يكون استحقاق الشخص أن يرتبط بمَن يشبهه .
ويرى أن من أراد أن يخبّئ أمراً ما في شخصيته فسيفعل سواء وجهاً لوجه أو وراء الشاشة.
ويشير إلى أن المشكلة الأكبر في التعارف عبر الانترنت أنها تكون منطلقة من إشباع حاجات .فالبعض يبحث عن الإهتمام إذا كان فاقداً له فتحيطه وسائل الاتصال بكل الاهتمام على مدار الساعة وهذا يخلق تعلّقاً ويغيّب صوت الوعي .
ويعتبر أن المعيار الأساسي هو الصدق ومعرفة الأهداف .
ربما تختلف الطريقة التي يجد بها الشخص نصفه الآخر لكن حكماً يبقى الوعي هو الأساس .