الثورة – فؤاد الوادي:
في الوقت الذي لا تزال المجاعة تنهش الفلسطينيين في قطاع غزة، صعد الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة قصفه الوحشي للقطاع ، بالتوازي مع دعوات أممية ودولية جديدة لإيقاف المجازر والمجاعة التي تستهدف الأطفال بشكل خاص.
وذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية أن قوات الاحتلال شنت خلال الساعات القليلة الماضية سلسلة من الغارات الدامية، استهدفت خياماً للنازحين ومنازل مأهولة ومراكز إيواء، في خان يونس، وغزة ومناطق أخرى من القطاع، ما تسبب باستشهاد وجرح العشرات.
وبحسب “وفا” فقد ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة، بعد أن قصفت طائراته خيمة نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 9 مدنيين معظمهم نساء وأطفال، وبينهم امرأة حامل.
وبالتزامن مع القصف الوحشي الاسرائيلي، لا تزال المجاعة تسيطر وتتعمق في القطاع المحاصر، بفعل الشح الشديد في المواد الأساسية، واستمرار الاحتلال في منع إدخال الغذاء والدواء، رغم محاولات ترويجه للسماح بإدخالها.يأتي ذلك في وقت، طالب فيه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، حكومات العالم باتخاذ جميع أشكال الضغط الممكنة على سلطة الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف المجازر بشكل دائم في القطاع .
وشدد تورك، بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة، على ضرورة اتخاذ الدول خطوات ملموسة لضمان امتثال الاحتلال الإسرائيلي لالتزاماته بتوفير الغذاء الكافي والاحتياجات الأساسية المنقذة للحياة لسكان غزة.
وأعرب عن غضبه إزاء المأساة اليومية “التي لا توصف” في غزة والضفة الغربية، وندد “بالدمار والقتل وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم يوما بعد يوم”، مضيفاً أن “غزة أصبحت مشهداً بائساً للهجمات المميتة والدمار الكامل حيث يموت الأطفال أمام أعين العالم.
وأشار إلى أن أكثر من 200 ألف فلسطيني استشهدوا أو جرحوا منذ السابع من تشرين الأول عام 2023 وفقاً للمصادر الطبية في القطاع، أي ما يعادل نحو 10% من إجمالي عدد السكان، مندداً بقتل أكثر من 300 من موظفي الأمم المتحدة أثناء أدائهم عملهم نتيجة العمليات العسكرية لقوات الاحتلال.
وأكد تورك جاهزية الأمم المتحدة لدعم الفلسطينيين في بناء دولتهم على أساس حقوق الإنسان وسيادة القانون، وقال: عندما يحين ذلك الوقت ستكون البرامج المخصصة لدعم الضحايا والناجين من بين السبل المهمة نحو تحقيق العدالة والمساءلة.
وقبل ذلك بساعات، طالب المستشار الألماني فريدريش ميرتس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإدخال المساعدات الإنسانية إلى “السكان المدنيين المتضورين جوعاً” في قطاع غزة وبشكل عاجل.
ووفقاً لبيان صادر عن مكتبه ، شدد ميرتس على أن هذه المساعدات “يجب أن تصل إلى السكان المدنيين بسرعة وأمان وبكميات كافية”، معرباً عن “قلقه البالغ” إزاء الوضع الإنساني “الكارثي” في القطاع.
في غضون ذلك، حذرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة من أن معدلات سوء التغذية قد وصلت إلى مستويات مقلقة في قطاع غزة، مع تصاعد الوفيات بسبب الجوع خلال شهر تموز الجاري.
وأشارت المنظمة في بيان نشره موقع الأمم المتحدة إلى وقوع 74 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية خلال عام 2025، منها 63 خلال الشهر الحالي بما في ذلك 24 طفلاً تحت سن الخامسة وطفل واحد فوق الخامسة من العمر و38 بالغاً.
ودعت المنظمة إلى بذل جهود عاجلة ومستدامة لإدخال فيض من الغذاء المتنوع والمغذي، وتعجيل توصيل الإمدادات العلاجية للأطفال والمجموعات الضعيفة، فضلاً عن الأدوية والإمدادات الأساسية، لافتة إلى أن الأسر تُجبَر على المخاطرة بحياتها من أجل الحصول على حفنة من الغذاء غالباً تحت ظروف خطرة تتسم بالفوضى.