الثورة-أسماء الفريح:
تمكن فريق طبي وجراحي مختص تابع للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة من تحقيق إنجاز طبي جديد، بنجاحه في فصل توءم ملتصق سوري “سيلين وإيلين” الشبلي البالغتين من العمر سنة و5 أشهر في عملية جراحية معقدة استغرقت ثماني ساعات متواصلة، في مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة لوزارة الحرس الوطني في الرياض.
ونقلت واس عن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الدكتور عبد الله الربيعة قوله إن العملية تمّت بمشاركة فريق طبي متكامل يضم 24 من الأطباء الاستشاريين والمختصين، إلى جانب الكوادر التمريضية والفنية في تخصصات التخدير، وجراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وغيرها من التخصصات المساندة، وذلك لضمان أعلى درجات الدقة والسلامة خلال جميع مراحل الجراحة.
وأوضح أن هذه العملية تُعد الرابعة لفصل توائم ملتصقة من سوريا، ورقم 66 ضمن سلسلة عمليات البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، الذي يمتد تاريخه لأكثر من 35 عاماً، وغطى 27 دولة، ودرس 150 حالة من مختلف أنحاء العالم، ما يؤكد الدور الريادي الذي تؤديه المملكة في هذا التخصص الطبي النادر.
وكان الدكتورالربيعة قال في تصريح سابق للوكالة إن أُسرة التوءم الملتصق كانت لاجئة في لبنان، حيث حملت والدتهما بتوءمٍ من ثلاث أجنة منهما طفلتان ملتصقتان وطفل سليم وغير ملتصق، وتم ولادتهما بتاريخ شباط 2024 بعملية قيصرية في بيروت، وأشار إلى أن التوءم الملتصق وصلتا إلى المملكة في كانون الأول 2024م بالتعاون مع وزارتي الخارجية والدفاع، وتم إدخالهما مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال، وبعد عدة اجتماعات للفريق الطبي وإجراء فحوصات موسعة ودقيقة للتوءم، تبين أنهما تلتصقان في منطقة أسفل الصدر والبطن، وتشتركان بغشاء القلب والكبد مع احتمال اشتراكهما أيضاً بالأمعاء.
وتابع إن الفريق الطبي قرر بناءً على ذلك إجراء عملية لتمديد الجلد بوضع بالونات طبية تحت الجلد لتكبير حجمه ليتمكن الفريق الجراحي من تغطية الجراح بعد فصلهما، متوقعاً أن تستغرق العملية قرابة الـ 9 ساعات وتُنفذ على 6 مراحل.
بدوره، شكر القائم بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية لدى المملكة المستشار حسين عبد العزيز حكومة خادم الحرمين الشريفين ومركز الملك سلمان للإغاثة وأعضاء الفريق الطبي، مبيناً أن هذا الإنجاز يجسد المدى المتطور الذي وصل له القطاع الطبي السعودي، ويدلل على متانة العلاقات الأخوية التي تجمع ما بين المملكة وسوريا.
من جانبهم ، قدم ذوو التوءم شكرهم العميق وامتنانهم للقيادة السعودية لما قدّمته من رعاية طبية متقدمة لطفلتيهما، معربين عن تقديرهم الكبير لجهود الفريق الطبي السعودي، التي أسهمت في نجاح العملية وضمان سلامة التوءم.