على هامش ملتقى القطاع الزراعي “تحديات وفرص” تفاؤل عريض يشوبه حذر مفرط حول مستقبل إنتاج الغذاء

الثورة أون لاين – وفاء فرج:

أكد الخبير في الشأن الزراعي المهندس عبد الرحمن قرنفلة أن كل الحقائق الجغرافية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية تؤكد دون شك أن سورية بلد يمتلك إمكانات كبيرة لإنتاج سلة واسعة التنوع من المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية، فقد حباها الله بموقع جغرافي فريد، وتنوع بيئي نادر، وفلاح مبدع نشيط، وموارد أرضية ومائية وفيرة، وفصول أربعة متمايزة، جعلت منها عبر التاريخ مخزناً غذائيا ليس لسكانها فحسب بل لتمويل أعداد كبيرة من البشر بسبل العيش ولقرون خلت من الزمن.
إلا أن الممارسات غير الرشيدة، والسياسات الزراعية الانفعالية المفتقرة للنظرة الاستراتيجية، خلقت واقعاً ينذر بعكس اتجاه المسار التاريخي للزراعة السورية، ويحبط دورها في تحقيق الأمن الغذائي للأجيال القادمة، ما لم يتم الإسراع في إعادة توجيه بوصلة التخطيط الزراعي إلى الاتجاه الصحيح، وفق استراتيجيات ورؤى تحلل الواقع وتستشرف المستقبل، وتضع البرامج والخطط التي تضمن استدامة الإنتاج الزراعي مع الحفاظ على الموارد المحدودة. وهذه الحقائق أكدها السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته أمام أعضاء مجلس الشعب في افتتاح الدور التشريعي السادس.
وأضاف قرنفلة: تفاؤل عريض، يشوبه حذر حول مستقبل الأمن الغذائي في بلدنا، حقائق يقينية وأرقام صادمة طرحها أصحاب الخبرة العميقة في قطاع الزراعة وإنتاج الغذاء في افتتاح ملتقى القطاع الزراعي (تحديات وفرص)، جميعها توفر أدلة على أن مجموعة واسعة من العوامل والاتجاهات المترابطة في التخطيط والسياسات الزراعية المنفذة عبر عقود خلت، حققت في ظاهر الأمر نوعاً من الاكتفاء الذاتي ووفرة في المنتجات الزراعية، وفوائض تصديرية لكثير من السلع الزراعية، وأرقاماً إنتاجية قياسية للعديد من الحاصلات منحت البلاد مواقع متقدمة على قائمة الإنتاج الزراعي العالمي، لكن على براءتها عملت تلك السياسات على تقويض استدامة الإنتاج الزراعي، واستنزاف الموارد الطبيعية المحدودة، وخلق حالة تنافس بين الإنسان والثروة الحيوانية على موارد الأراضي والمياه الشحيحة بالفعل، وتبديد الدعم الذي خصصته الحكومات المتعاقبة عن طريق توظيفه في الاتجاهات غير النافعة أحياناً، أو عن طريق العمل بمنظومات تنفيذية افتقرت إلى واحد أو أكثر من العوامل المطلوبة لتحقيق منافع للمنتجين الزراعيين من ذلك الدعم، أوصلت التنبؤات باستدامة إنتاج الغذاء إلى مرحلة الخطر، وخلقت اضطراباً في توازن التنمية قذف بملايين من المزارعين معظمهم من الذكور بأعمار فتية / 15-35 عاماً/ من مواقع الإنتاج الزراعي الفعال إلى قطاعات الخدمات غير النافعة للاقتصاد السوري، وجميعها باتت تحديات كبيرة تواجه قطاع الزراعة وإنتاج الغذاء.
وأكد أن محصلة تحليل نتائج عقود عدة من السياسات الزراعية والنشاط الزراعي تجعلنا أمام مشهد مرعب تمثل في تعميق تفتت الحيازات الزراعية إلى الدرجة التي تدفع بتوقعات إمكانية تحديث وتطوير الإنتاج الزراعي إلى مرحلة اليأس، ووضع الموارد الأرضية والمائية المحدودة في نقطة حرجة جداً، تخلق حالة عدم اليقين في مستقبل النظم الغذائية والزراعية السائدة حتى اليوم، وتولد مشهداً ضبابياً تجاه مستقبل الزراعة السورية ينذر بحالة انعدام الأمن الغذائي، هذا الواقع ترافق خلال السنوات العشر الأخيرة بحرب شرسة استهدفت تخريب قطاع إنتاج الغذاء بكافة مكوناته من بنى تحتية، وموارد طبيعية وبشرية، ومنع تقديم خدمات زراعية مستدامة، بهدف خلق حالة تهديد لأهم عناصر قوة وصمود سورية وتقويض الركائز الأربعة للأمن الغذائي، عبر الحد من توفر المنتجات الزراعية، وإعاقة الوصول إليها من قبل المستهلكين، وصعوبة استخدامها، ومنع استقرارها بمرور الوقت، ومن غير المرجح في ظل هذا الواقع توطيد أبعاد الأمن الغذائي.
المطلوب زيادة الإنتاجية الزراعية
بنسبة 50٪ عن معدلاتها في عام 2012

و من جانب آخر أوضح قرنفلة أن الملتقى الزراعي ( تحديات وفرص ) فرصة لوضع تصور واضح ودقيق وميداني للتحديات التي تواجه القطاع الزراعي “أسبابها الجذرية والترابط بينها وفهم تلك الأسباب”، وتحديات سلاسل القيمة الغذائية والزراعية، وتحديد الخطوط العريضة الواضحة للعلاقات النوعية بين التحديات المطروحة، وبشكل يساعد في تحديد أولوياتها من قبل صانعي القرار، وإنجاز تحليل منهجي لاستقرار الغذاء في المستقبل، وتوافره، والوصول إليه، بمشاركة كافة الفعاليات العاملة بالشأن الزراعي، ووضع تصور وتطوير آليات قابلة للتطبيق، أقل استخداماً للموارد، وأكثر فائدة لضمان الأمن الغذائي، كما سيتم التعامل مع تحديات أخرى بشكل جزئي، وإجراء تحليل كمي إضافي متعمق ضروري قبل أن يتم تنفيذ التدابير المحددة لمواجهة التحديات بشكل فعال، وجميعها تساعد في توجيه إدارة الطلب على الأمن الغذائي المستقبلي والمستدام، وعلى عمليات صنع القرارات الحاسمة والخروج بسيناريوهات من شأنها عكس أي اتجاهات سلبية في مسارات الزراعة السورية، لا سيما أنه في ظل تزايد الطلب على الغذاء يجب أن تزيد الإنتاجية الزراعية في عام 2050، بنسبة 50٪ تقريبًا عن معدلاتها في عام 2012.
و أشار إلى أن رعاية السيد رئيس مجلس الوزراء لفعاليات الملتقى وحضوره جانباً واسعاً من نقاشاته، والحضور والمشاركة الشخصية المستمرين لوزير الزراعة والإصلاح الزراعي ومعاونيه ومديري الإدارات في الوزارة، وحضور ومشاركة رؤساء الاتحادات والنقابات المعنية بالنشاط الزراعي ومشاركة ممثلين عن الوزارات والجامعات ومراكز البحث المحلية والعربية والدولية والمنظمات الدولية المعنية بالشأن الزراعي يؤكد وجود إرادة سياسية راسخة في تحقيق تحول نوعي في اتجاهات الزراعة السورية لتكون حاملاً لباقي قطاعات الاقتصاد الوطني في عملية إعادة إعمار البلاد.

آخر الأخبار
الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها