الثورة أون لاين – سامر البوظة :
تشن حكومة الاحتلال الصهيوني إلى جانب جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ، حرباً مفتوحة ضد الوجود الفلسطيني تتمثل بجرائم الاستيطان المتصاعدة الهادفة لابتلاع المزيد من الأراضي المحتلة ، وذلك في إطار تنفيذ مخططات الضم وفرض وقائع جديدة على الأرض تمنع أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، متجاهلة القرارات الدولية ، ولاسيما قرار مجلس الأمن رقم /2334/ لعام /2016/ الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ويطالب بوقفه فوراً ، وهذه الجرائم تتم على مرآى ومسمع من العالم أجمع ، في استخفاف إسرائيلي واضح بقرارات الشرعية الدولية .
وفي هذا الإطار أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم مخططاً لإقامة /930/ وحدة استيطانية جديدة شمال شرق مدينة القدس المحتلة ، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام فلسطينية ، مشيرة إلى أن المخطط الجديد يهدف لتوسعة مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين في بلدات بيت حنينا وحزما وعناتا شمال شرق القدس المحتلة .
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت مؤخراً مخططات لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في مدينة القدس المحتلة ما يهدد بعزلها نهائياً عن باقي الضفة الغربية ، وتهجير آلاف الفلسطينيين .
ورداً على جرائم الاستيطان ، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاستيطان بجميع أشكاله بما فيه عمليات هدم وتخريب المنازل والمنشآت والممتلكات الفلسطينية ، مؤكدة أن أشكال وأساليب وإجراءات الاستيطان تتعدد وأن النتيجة واحدة وهي الضم .
وأشارت في بيان صحفي ، اليوم الثلاثاء إلى أن هذه الأساليب التي تمارسها سلطات الاحتلال لتعميق وتوسيع سرقتها للأرض الفلسطينية كثابت مستمر في النهج الصهيوني ، تجذرت ميدانياً من خلال الإعلان عن أجزاء من الأرض الفلسطينية كمحميات طبيعية تارة ، أو توسيع المحميات القائمة ، ومن ثم تخصيصها للبناء الاستيطاني ، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يجري في الأغوار من عمليات استيطانية على حساب أراضي الفلسطينيين ، وتارة أخرى الإعلان عن أجزاء من الأرض الفلسطينية كمناطق عسكرية وأمنية مغلقة وميادين للمناورات يتم طرد المواطنين الفلسطينيين منها ويحظر عليهم الاقتراب من أرضهم ، وغيرها من الأشكال الاستعمارية التوسعية التي تضمن سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية ، كما هو الحال في مصادرة آلاف الدونمات لشق الطرق والشوارع الاستيطانية الضخمة ، بالإضافة إلى تدمير أجزاء أخرى من الأرض الفلسطينية عن طريق إغراقها بالمياه العادمة للتجمعات الاستيطانية ، والسيطرة على جميع المناطق المصنفة “ج” وحرمان المواطنين الفلسطينيين من التوسع العمراني والبناء فيها بحجة أنها مناطق تخضع لقوة الاحتلال .
وأضافت الوزارة في بيانها أن هذه الصورة القاتمة تعكس حقيقة حياة الفلسطيني اليومية وواقعه المؤلم الذي يزداد سوداوية جراء الانتهاكات والجرائم المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين ، من إعدامات ميدانية وهدم للمنازل والمنشآت كما حدث بالأمس في العيسوية والمنطقة الصناعية في القدس المحتلة ، وإخطارات أخرى بالهدم كما يحدث في بلدة الخضر جنوب بيت لحم ، وتصعيد اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومواشيهم ومراعيهم كما يحدث في الأغوار وفي بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس .
جرائم الاستيطان توازيها الممارسات القمعية والتعسفية اليومية بحق الفلسطينيين ، حيث اعتقلت قوات الاحتلال اليوم الثلاثاء أربعة مواطنين في منطقة باب المجلس في محيط المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة ، واعتدت على آخرين .
ونقلت وكالة وفا عن مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس قوله إن قوات الاحتلال اعتقلت الأشقاء مصطفى وعبد الله ورؤى بلالة في باب المجلس ، بعد الاعتداء عليهم بالضرب ، كما اعتقلت الشاب ناجي الزغير .
على التوازي اقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى المبارك ، تحت حماية مشددة من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي .
وقالت دائرة الأوقاف الفلسطينية بالقدس المحتلة إن 24 مستوطناً و65 طالباً يهوديا اقتحموا ساحات الأقصى ، من جهة باب المغاربة ، ونفذوا جولات استفزازية ، وأدوا طقوساً تلمودية