الثورة اون لاين – نهى علي:
لم تثن ظروف الحصار والضغط الخارجي، المؤسسات النوعية في سورية عن متابعة أعمالها ونشاطاتها، بالشكل الذي يضمن عدم حصول فجوات وفوات فرصة في عملها ولا سيما في البعد التقني، إذ يحذر متخصصون من الفجوة التقنية التي يمكن أن تعتري البلاد جراء الحصار وآثار الحرب الإرهابية على سورية.
في هذا السياق تكشف أحدث التقارير عن أن الجمعية الفلكية السورية بدأت بوضع اللمسات الأخيرة لبناء أكبر مرصد فلكي في المنطقة، حيث تعتزم بناء مرصد بقطر “14 انشاً” متطور جداً، وسيتمّ ربط هذا المرصد بشبكة الإنترنت ليكون متاحاً لجميع المتابعين في أي مكان في سورية، وذلك من خلال الدخول إلى رابط معيّن ومتابعة ومراقبة السماء وحركة النجوم والكواكب.
وبيّنت مصادر الجمعية في تقارير إعلامية، أن الجمعية الفلكية حصلت على تردّدات شبكة خاصة للتواصل مع رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية حين عبورها فوق سماء سورية، بحيث يتمّ إرسال أسئلة واستفسارات في الفضاء ومعلومات عن كيفية حياة رواد الفضاء من خلال الأطفال، ويتمّ التفاعل بين الطلاب ورواد الفضاء مرئياً عن طريق بث خاص على شبكة الإنترنت بقناة محدّدة ومدروسة.
وتلفت التقارير إلى أن الجمعية تسعى لرفد كادرها بتقنيات حديثة ومتطورة سيتمّ إطلاقها قريباً جداً، بحيث تكون الجمعية الفلكية من أهم المراكز العلمية في المنطقة وتمتلك تقنيات متطورة جداً تضاهي مثيلاتها في الوطن العربي.
وتعتدّ الجمعية باتفاقيات تعاون مع عدد كبير من المؤسّسات العلمية والبحث العلمي لتطوير المرصد الفلكي السوري وجعله قادراً على إجراء البحوث والدراسات العلمية، علماً أن الجمعية تمكّنت منذ تأسيسها من نشر علم الفلك وتطويره في سورية بجميع الوسائل الممكنة، كما كان لها بصمتها الواضحة لتطوير علوم الفضاء والفلك خلال سنوات الحرب على سورية، من خلال المشاركة في وضع المناهج الحديثة وتسمية كوكب تدمر وكويكب الطنطاوي، والعمل مع وزارة الأوقاف في لجنة رصد الأهلّة وتحديد مواقيت الصلاة، وتقديم البرامج التلفزيونية والتعاون مع الجامعات والفعاليات العلمية، مثل جامعة الشام الخاصة وجامعة القلمون والجامعة السورية الخاصة، في تنفيذ نشاطات علمية فلكية، والمشاركة في عدد من المؤتمرات الدولية والملتقيات العلمية العربية لإثبات وجود سورية ومكانتها بين الدول وقدرتها على مواصلة مسيرة العلم وبناء الأجيال على الرغم مما تمرّ به من أحداث.
وتستقطب الجمعية مؤخراً عدداً أكبر من الجمهور المحب لهذا العلم ومن جميع الفئات العمرية، وباتت تقوم بنشاطات متميزة لرصد الأحداث الفلكية المهمّة، تجمع بين الخبراء والهواة وعامة الناس، إضافة إلى الكثير من وسائل الإعلام لتفسير الظواهر الفلكية المختلفة التي تحدث من وقت لآخر، ولتبسيط العلوم والمعلومات الفلكية للجمهور، وتقوم بشكل دائم بالفعاليات والنشاطات الفلكية وليالي الرصد والمشاركة مع كل الفعاليات السورية لإيصال علم الفلك للجميع، حيث تمّت إقامة 425 محاضرة بمختلف المحافظات و86 ليلة رصد فلكية، وعرض 35 فيلماً علمياً، كما استقبل المرصد الفلكي حتى تاريخه 89 مدرسة ونادياً صيفياً، وبلغ عدد الطلاب الذين زاروا المرصد نحو 8000 طالب، بينهم ذوو الاحتياجات الخاصة، حيث تمّ تجهيز المرصد بتجهيزات خاصة بتلك الفئات من المجتمع.
يذكر أن عدد فروع الجمعية في المحافظات هو 7 (دمشق– ريف دمشق– حماة– حمص- حلب– اللاذقية– طرطوس)، مشيراً إلى أن عدد أعضاء الجمعية يبلغ نحو 3000 عضو، أما عدد أعضاء الفريق العامل في جميع المحافظات فقد وصل إلى نحو 350 عضواً، وإضافة إلى المرصد الفلكي الموجود حالياً في الجمعية فإنه سيتمّ إحداث مرصدين آخرين وهما قيد الإنشاء في مصياف والنبك بريف دمشق.
ورغم الظروف الراهنة ساهمت الجمعية بإنشاء المكتب الإقليمي لعلوم الفضاء والفلك التابع للاتحاد الدولي للفلك والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، وتمكنت أيضاً من الانضمام إلى مجلس أمناء المركز الإقليمي لتدريس تكنولوجيا وعلوم الفضاء والفلك لغرب آسيا والوطن العربي التابع للأمم المتحدة، والذي من شأنه أن يوفر قاعدة علمية بمجال منح شهادات الماجستير والدكتوراه وتدريس هذا الفرع المهمّ من العلوم، ما يوفر على الطلاب الراغبين التخصّص في هذا المجال عناء السفر للدراسة، وبالتالي الاستقرار في الخارج وخدمة بلد آخر في مجال نحن أحوج فيه من غيرنا للنهوض بأنفسنا وبلدنا.
وتسير أعمال الجمعية على التوازي مع مساعٍ جادة لتنشيط ” منظومة” البحث العلمي في سورية، تقديم الدعم لها بالشكل الذي يتكفّل باستثمار الطاقات العلمية العالية في سورية، وجهاً فعلياً في التنمية وتصويب الأداء التنفيذي وكذلك الأداء المجتمعي العام.