الثورة أون لاين – لميس عودة :
أن ينساق الغرب الاستعماري وراء الأجندات التخريبية الأميركية على امتداد الخريطة الدولية ، ويغرف من قناة إرهاب واشنطن ، وينضوي في جوقة العازفين على أوتار بطلان اتهاماتها للدول التي ترفض الهيمنة الأميركية وتتمسك بثوابت سيادتها واستقلالية قراراتها ، لاتهامها زورا وبهتاناً باستخدام الأسلحة الكيميائية التي تمتلك أميركا وكيان الإرهاب الصهيوني وعدد من دول الغرب المارقة على القوانين الدولية ترسانات ضخمة منها ، أمر اعتدناه في صفاقة هذه الدول الغربية التابعة والواقفة على ضفة الباطل الأميركي ، لكن أن يمعن الغرب الاستعماري في دجله وزيف ادعاءاته تماشياً مع الرغبة والجموح الإرهابي الأميركي للتعدي وإلصاق التهم الباطلة بالدول الممتثلة للقوانين الدولية بحظر الأسلحة الكيميائية ، فهذا فجور وعربدة وقحة تبلغ ذروة التمادي على الشرعية الدولية وقراراتها الملزمة بتجفيف المخزون الكيميائي ، وتدمير أسلحته والتي أقرتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية واتخذت صيغة معاهدة وقعت عام 1993 ، ودخلت حيز التنفيذ عام 1997 والتي بموجبها يحظر على الدول استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية .
روسيا التي تعي مآرب الغرب الانتهازي وفي مقدمتهم أميركا ، من وراء الاحتفاظ بذخيرة كيميائية كبيرة تهدد أمن الدول وسلام الشعوب ، تنتهج نهجاً مخالفاً للنهج العدواني الأميركي ، ودائماً تدعو لاحترام سيادة الدول وحفظ أمان الشعوب ، وهي خلافاً للولايات المتحدة قد دمرت جميع الأسلحة الكيميائية التي كانت لديها منذ سنوات عديدة ، وامتثلت بالكامل لأحكام معاهدة حظر هذه الأسلحة ، وليس لديها أسلحة كيميائية ، وهي كغيرها من سائر الدول الملتزمة بالقوانين الدولية تنتظر الولايات المتحدة الأميركية للقيام بمثل هذه الخطوة الصحيحة ، لاسيما وأنها تمتلك إلى جانب حلفائها الغربيين ترسانة ضخمة من هذه الأسلحة المحظورة ، من دون الالتزام بأي معاهدات دولية ، أو الامتثال للقوانين الإلزامية، بل إنهم يتمادون في حرف الحقائق ، وتعويم الأباطيل ، وإثارة زوابع التضليل ، عندما يريدون غزو الدول ونهب ثرواتها ، فيستحضرون تعويذة الأسلحة الكيميائية مسبقة التعليب في مختبرات تضليلهم على خشبة الادعاء الكاذب ليشرعنوا تدخلاً سافراً ، وليبيحوا لأنفسهم التطاول العدواني على الدول التي يسيل لعاب جشعهم لسرقة مقدراتها ، فأي ازدواجية تحكم القوانين الدولية ؟! وأي انحدار سياسي وأخلاقي وصل إليه الغرب الاستعماري .
فاللعب الأميركي والغربي على حبال الأسلحة الكيميائية ، واستخدامها مطية لغزو الدول واستهداف مقومات أمان وسلام الشعوب ، هو ما تمعن في ممارسة طقوسه العدوانية واشنطن والغرب السائر في ركب بلطجتها الدولية على مرآى المجتمع الدولي ومنظماته التي باعت هيبة قراراتها في سوق الرضوخ والخنوع للمشيئة الأميركية ، وابتلعت لسان إدانتها للقفز التي تمارسه واشنطن وأتباعها الغربيون فوق قوانينها ومواثيقها .
ومن باب التذكير بالممارسات الغربية الوحشية فيما يتعلق بالأسلحة المحظورة يستحضرنا الإشارة إلى حالة التماهي الغربي الكامل مع الإرهاب وامتلاك التنظيمات الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية للأسلحة المحرمة دولياً بتسهيل وتنسيق من الدول المعادية للشعب السوري ، وقد تم استخدامها مراراً وتكراراً ضد السوريين ، وفي أكثر من مكان ، إضافة إلى أن الدول الغربية التي تدعي حمايتها لحقوق الشعوب هي صاحبة المجازر الوحشية التي ارتكبها طيرانها في دير الزور و محيطها ، وما الفوسفور الأبيض المحرم دولياً الذي أمطروا به أبناء المنطقة الشرقية من الخريطة السورية إلا دليل أخر مثبت من أدلة كثيرة حفل بها سجل الإجرام الغربي .
المتاجرون بالإنسانية وحقوقها وسلامها وفي مقدمتهم أمريكا لا ينفكون يستعرضون إنسانيتهم على مسرح المزاودة الدولية في مجلس الأمن وغيره من المنظمات فاقدة الفعالية الحقيقية بلجم جماح المعتدين الحقيقيين ، رافعين شعار الكيميائي كونه الشعار الأكثر رواجاً للتمادي في فرض العقوبات والتدخل في شؤون الدول ذات السيادة في منطقتنا