الثورة أون لاين – رفيق الكفيري:
تناولت الندوة الفكرية التي أقيمت في قصر الثقافة بمدينة السويداء اليوم عنوان الهوية الوطنية والانتماء بين ثوابت الاستقلال والسيادة والمتغيرات الدولية.
وأشار الدكتور فايز عزالدين إلى أن الاستقلال في الدولة الوطنية أهم عامل في وجودها وكينونتها، وأن الدولة الوطنية السورية مثلت أنموذج الدولة العروبية التي لا تتفرد بمشروع وطني بمعزل عن المشروع القومي للأمة عموماً، منوهاً إلى أن توطيد الثوابت الوطنية والقومية يتجلى في الاستقلال والسيادة، والوحدة الوطنية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، معتبراً أن التحدي الكبير في توطيد هذه الثوابت يتمثل في عاملين اثنين، الأول داخلي يتمثل في قوى دينية ظلامية يرسم الغرب المتصهين لها مشاريعها وسياساتها في وطننا، والخارجي ويتمثل في سياسات القوى المتغطرسة التي شرعت لنفسها التدخل في الشؤون الداخلية للأمم الاخرى بعدم احترام واضح للقانون الدولي.
ولفت عزالدين إلى أن استهداف الدولة الوطنية السورية هو من أجل الشروع بمخطط التفكيك لها، واختراق سيادتها في الجغرافيا والديموغرافيا.
وأشار المهندس أنور الحسنية إلى الأسس الجديدة لبناء الإنسان السوري في مواجهة المستقبل، مؤكداً أن المستقبل هو الحاضر في نزعته التطورية مثلما الحاضر هو الماضي في مفرزاته ونتائجه، وعملية اقتحام المستقبل ترتكز إلى عاملين الأول موضوعي يتعلق بروح العصر ومتطلباته والواقع الذي نعيش فيه، والثاني حركة التطور التي تقوم بها الدولة والمجتمع والقوى السياسية والفكرية ، ولفت الحسنية إلى أن الإنسان في مجتمعنا يواجه نوعين من التحديات، تحديات غير حضارية تتمثل في الاستعمار والتخلف والتطرف، والتحديات الحضارية وتتمثل في التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل لدى دول الغرب ولا بد من مواجهة التحديات بالمزيد من الإنجازات الحضارية، وأوضح الحسنية أن الأزمة السورية وعلاقتها بين العوامل الخارجية والداخلية وضرورة إنجاز دراسة الأزمة بشكل منهجي وتحديد الدروس المستفادة واعتبار هذه الدروس أساساً من أسس بناء الإنسان السوري في المستقبل التي ترتكز على التعليم والتربية والثقافة والتمسك بالثوابت الوطنية واعتماد الوعي والمعرفة قاعدة يمكن الانطلاق منها لصناعة المستقبل وتؤسس للابتكار والإبداع.
واعتبر الحسنية أن إرادة النهوض تتطلب الخلاص من الفرق في سلبيات الواقع والتمجيد المطلق للسلبيات، تغيير وسائل الإنتاج والاعتماد على المعرفة والمعلومات، والعمل باتجاه الدولة العصرية وفق مفاهيم الديمقراطية والتشاركية والتعددية والمواطنة.
من جانبه أشار المهندس رافع أبو سعد إلى أن الشخصية الوطنية لا يمكن أن تتصدع ولكن تكبر المهام أمامه، وتاريخ سورية يمثل تاريخ بداية البشرية ومشروعنا الوطني هو جمع الصف الوطني للتحرك لمواجهة كل التحديات التي تواجهنا من خلال الالتفاف حول السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية وتحرير الأراضي لتحقيق مشروعنا الوطني، واستعرض صافي الحسنية دور المجتمع السوري الوطني في الحفاظ على الاستقلال والسيادة، ونضالات الشعب السوري ضد الاستعمار بكل أشكاله وأنواعه وألوانه للحفاظ على سيادته واستقلاله.